الأحد، 20 مايو 2012

أهاجك رسم..





وقال فيه: من بحر الطويل 



أهـاجَـكَ رَسمٌ من أُمامَ بِذي السِّـدْرِ 
يَلـوحُ كَرجْعِ الوَشْمِ منها و كالسَّطْـرِ 

تَعَـاوَرَهُ مـن بعـدِها كلُّ مُسْـبــل 
وكُـلُّ شَمـالٍ بعـدها زُحْلـقٍ[1] صَـِرِّ 

حبسْـتُ بـِه قـوْداء حرفـا شِملَّّـَّةً 
أمُـونًـا ذَمُـولا في السُّهُولِ و في الْوَعْرِ 

أسائِلُـه والـدمْـعُ يَـجْري صَـبابـة 
علـى النَّحْـرِ و الخدينِ كالوابِلِ الْغُمْرِ

عـن آنِسَـةٍ لميـَاء عـذبٌ رُضاَبُـها 
بُعيـدَ الكَرى كالشُّهدِ إن شِيبَ بالخمْـر 

خَـدَلّـجةٌ[2] عَجْزَاءُ إن هِـي أدْبَـرَتْ 
و إنْ أقْبلَـتْ هَيفـَاءَ و َاضِحَـةَ الثَّّغْـرِ 

تـذُمُّ المهَـى جِيـدًا وَوَجْـهَا ومُقلـةً 
مُنعمَـةٍ بَيْضَـاءَ خُـرْعُبـةٍ[3] بِكْــرٍ 

لـها فـاحــمٌ وردٌ وخـدٌ مُــوردٌ 

فـأعْـَيى جوابا ظَلْتُ فِيـهِ أَخَا بَهْـرِ[4]

فَسلّيتُ مـا عِنـدِي الغداةَ بِشَيْـظَـمٍ 
مِِسَحٍّ أسَيـلٍ خَـدهُّ صـَافـِنٍ بَحْرِ[5]

سَلِيـمِ الشَّظَـى قَيْـدَ الأوَابِـدِ سَابِحٍ 
أقَـبَّ حَثـيثَ الرَّكْضِ مُنْجرِد زَبْـرِ[6]

أوَ ارْوَعَ نَــاجٍ قَيْسرِي[7] عَثَمْثَـمِ[8]
رَعـى زَهْرةَ الحُزَّانِ شَهْرَينِ ذِي كَتْرِ[9]

إلـى الشيـخِ عبـدِ الحيّ بعدَ محمَّـدٍ 
سِـرَاجِ الدُّياجِي يُـدْنِيـَانيَ بِلا عُسْـرِ 

خَليفَـةِ خَـيْرِ الرُّسْـلِ أحمـدَ جَـدِّهِ 
كَرِيمِ المسَـاعِي طَيِّبَ الْفَـرْعِ و النَّجْرِ 

ثِمالِ اليتامَى مِ[10] الوَرى وَمَـن اجْتَـدَى 
لـهُ راحةٌ تُولىِ الْجزِيـلَ لِـذِي الفقْـرِ 

تَفِيضُ على العافِـينَ في كُـلِّ أزْمَــةٍ 
بكـلِّ مُنِِيـفٍ كَتْــرُهُ أروْعٍ جَسْـرٍ 

وكـلِّ أمُـونٍ ذاتِ نـوْفٍ شمِـلَّــةٍ 
و كلَّ طِـمَرٍ صَافِـنٍ[11] سَلهَـبٍ تَرِّ[12]

تَفِيـضُ بِـما لـمْ يـحْوِهِ غـيرُ ربِّـهِ 
وَلـم يثنها عَنْ فيْضِها نَائـِبُ الـدهْـرِ 

فمـا مُـدْجنٌ من سَاريـاتِ حَنـَاتِـمٍ 
مَـرتـهُ صَبَا ليـلٍ ولا لُـجَجُ البِحْـرِ 

بأجدى على العِلاتِ منها على الـوَرَى 
إذَا مَا حَجا[13] الغِطْرِيفُ بالبثْر[14] و النَّزر[15]

أخـي مَفْخَرٍ ما فـي الـرِّجال شبيهـه 
أغَرُّ الْمُـَّيا مصقع[16] أهْيَـسٍ[17] بـحر[18]

بنَـى مَنْزِلا فَـوقَ الفَراقِـدِ و السُّهـى 
لِنيْـلِ العُـلى و الْـمَجدِ و الْفَخْرِ والْبِرِّ 

ممـزِقِ دَيْـجُـورِ الغَـوَايةِ و الهـوَى 
مُشَـيِّدُ دِيـنِ الهاشـمِيِّ علـى النِّسْـرِ 

وذادَ العِـدَى عنهُ مـدَى الدَّهْرِ بالقَـنَا 
جميـعًا وأطـرَافِ الـرُّدَيْنِيَّةِ السُّـمْـرِ 

يُقَـصِّرُ عَن مَيْـدانِـه كل مَـاجِـدٍ 
كما قَصَّر الْبِرْذَوْنُ في الشَّأْوِ عن غُمْرِ[19]

أيـا مَلجَـأَ العَافِـين فـي كُلِّ أزْمَـةٍ 
ويـا مَنْ له فَخْـرًا أَقَـرَّ أولُو الْفَخْـرِ 

ويـا قانِصًا فـي العِلْمِ كلَّ عَـوِيصَـةٍ 
ويـا مَـن نماهُ كُلُّ عَمْـرٍو إلى عَمْـرِو 

فمنْ رامَ أنْ يحُصِـي سَـجايَـاكَ إنَّـهُ 
كمَنْ رَامَ أنْ يُحْصِي عَديدَ حصىَ الْعَفْرِ 

أيـا شيْـخُ ذَا رَاجٍ بـبَابِـكَ و اقِـفٌ 
قَضَـاءً لما أبْدَى و ما كُنَّ فـي الصَّـدْرِ 

و حـاشَـاكَ أن يُلفَى ببابِكَ خَـائِـبٌ 
أيـا مَنْ غَدا في النَّاسِ كالْقمَـرِ البَـدْرِ 

بـجاهِ إمَـامِ الـرُّسـلِ طَـهَ و آلِـهِ 
بُـدُورِ الدَّآدِي ثُمَّ صُحْبَتِـهِ الـزُّهْـرِ 

*****


[1] - الزحلق : الرياح الشديدة. 
[2] - الممتلئة الذراعين والساقين 
[3] -الشابة اللينة الناعمة. 
[4] ـ أي كرب 
[5] ـ أي جواد 
[6] ـ أي شديد 
[7] ـ أي عظيم 
[8] ـ أي طويل 
[9] ـ الكتر السنام المرتفع 
[10] - أي من 
[11] ـ صفن الفرس إذا قام على ثلاث قوائم وضرب بالرابعة 
[12] -التر: سريع الركض. 
[13] ـ أي بخل 
[14] ـ أي الكثير 
[15] ـ القليل 
-[16] المصقع البليغ الخطيب. 
[17] ـ شجاع 
[18] ـ كريم 
[19] ـ عن الجواد 

الثلاثاء، 6 مارس 2012

رِباطُـكَ يـومَ البـيِن..




وقال أيضا فيه: بحر الطويل


رِباطُـكَ يـومَ البـيِن كـادَ يَـذُوبُ        ومـا ذاك مِـن أمْـرِ الْمُحِبِّ عجيـب

عجِبْتُ لقلْـبٍ لا يـذوبُ لـذكـرهِ        وعين ٍتصُـونُ الدَّمـعَ وهْـوَ قـريـبُ

لِقلـبيَّ و جــدٌ لا يـريـمُ كأنَّــه       إذا ذُكِـرَ البـين ُالمشــتُِّ لهيــبُ

وتعتـادُهُ عنــد العَشِـيِّ كـآبَــةٌ        لبـين ِ حبيـبٍ مـنهُ هُــو كئِيـبُ

عـرَتْـهُ كُـروبٌ لا تَـريـمُ تَعـودُه         لدى البين ِإذ لِلْبـين ِ تَعْرُوا الكُـروبُ

وللعِـينِ مِـني يـومَ بَــينِ أحِــبَّتي         غُـرُوبٌ و إنْ حانَ الْغُـروبُ غُـرُوبُ

أجِدَّكَ مـا يُجْدِي الْبكَـا و النَّحِيـبُ         إذا بـانَ يـومَ البـين ِعنـكَ حبِيـبُ

لليلـى مَغـانٍ بـالْيُنَبْيِـع غَــيرتْ         رُباها الصَّبـا بعْـد الصِّـبا و الجنُـوبُ

عهِدتُ بها الحيَّ الجميـعَ فـأصبـحتْ          خِلاءَ الـرَّوابـي مـا بهـنَّ عَـريـبُ

وقفتُ بها مِـن بعـدِ ليلـى وتِـرْبِـها        أسَـائِلُهـا عنْهــا وليـس تجيــب

خدَلَّـجَة السـاقَـين ِريَّـانَـةُ الْبُـرى           عَـرُوبٌ ولـن يُلْفـى كَهِـيَّ عَـروبُ

لـها مَبْسَـمٌ ألْمَـى كـأنَّ رُضـابَـهُ          مُشَعْشَــعُ دِنِّ[1]إصْلَــتِيُّ عَــذُوبُ

رقيقُ الثَّنايـا واضـحُ اللَّـوْنِ نَشْـرُهُ        كنَشْرِ الْـخُزامَـى و الْكِبـاءِ شَنـيبُ

ووجْـهٌ يَـذُمُّ البـدرَ ليــلَ تمامِــهِ          و نـحْرٌ لأرْبـابِ العُقـولِ سَلــوبُ

و كفٌ خضيبٌ لا تـرى العـين ُمثلَـه        وما مِثلُه فـي العـين كـفٌ خضِيـبُ

تميـسُ ولأيـاًمـا تميـسُ كـأنهــا        مِـنَ البـانِ ممطـورُ العشِـيِّ قَضيـبُ

لقد راعَ مـنِّي القلْـبَ يـومَ تحمَّلـتْ         و دَمْعِـيَّ جـارٍ للغُــرابِ نَعــيبُ

نَعيبُ غُرابِ البـين داءُ أخِـي الـهوى        و مـا هُــوَ دَاءٌ يَنْفَعَــنْهُ طَبــيبُ

وزمـُّوا لِـوَشْـكِ البين كُـلَّ مُنوَّفٍ        لِغُـولِ الفَـلا بعْـد الـدُّؤوبِ جَؤوبُ

فقلـت ولـم أُمْسِـكْ سَوابِقَ عَـبرتِي        و لـي لَوْعَـةٌ مِـن بَيْنِهِـمْ ونحيـبُ

سأُعْملُ حَـرْفًا خَفْـدُها ووخِيـدُهـا        يُقـربُ أقْصـى البِـيدِ وهِـي نَعوبُ[2]

جُـمالِيـةٌ طلْـقُ اليـدَيـن شملَّــةٌ       يَـجوبُ الفَـلا تهجِيرُها و الـدَّؤُوبُ[3]

وسُـوجُ[4] الضُّحى مَوَّارة الرجلِ جِسرَةٌ         إذا عَــنَّ حَـزَّانٌ لهـا وسُهُــوبُ[5]

علـى إثْـرِ حـيٍّ غَـادَرَتْـنِيَّ ظُعْنُـهُ        غـرِيـبًا ومـن مِثْلـي إذَن لَغَـرِيـب

ومـا لِغـريبٍ قَلَّـلَ الجـدُّ مـالَــه        سوى القْطبِ مَن للمُجْتَـدِينَ وهُـوبُ

حفيـدُ النـبي ِّالهـاشــميِّ محمــدٌ       أخي الفخْرِ عبد ِالحـيِّ وهْـو النجِـيب

وَهُـوبٌ إذا شُهْبُ السنـينَ تـتايَعـتْ       وليْـثٌ إذا يُلقـى العــدوُّ مَهيــب

أديـبٌ لبيـبٌ عَظَّــمَ الله قــدرَهُ         عـن الخلـقِ طُـرًا مـا حكَـاهُ أَدِيبُ

يطيـبُ ببَـذْلِ التَّلْـدِ نَفسًـا وإنــه        ببذلِ طريـفِ الـمالِ نفسـًا يَطيـبُ

فمـا هُـو إلا البحْـرُ جَـاشَ و مَوجُهُ      عطـايَـاهُ أو مُـزنُ العَشـيِّ تَصُـوبُ

مجيبٌ لـداعِي الـخيِر حِـين َدُعـائِـه       و ليـس لِـداعِي الشرِّ هُـو يُجِيـبُ

هو السيِّـدُ المفْضَـالُ قطـبُ زمانِـه       مُـرَبِّـي قُلـوبِ العـالمـين َالحسِيـب

فمـا حـمَلتْ نجـبُ المطـيِّ شَبِيهَـه         ولا حَمَلَـتْ شَروَاهُ ويْـكَ التَّــريبُ

له رَاحةٌ تُـولِـي الْـجزِيـلَ وإنــها        أبَـتْ أن يحـاكِيها الْغمـامُ السَّكُـوب

فمـا سَيــدٌ يُنْحَـى[6] لِكـلِّ ملِمَّـةٍ       سواهُ و يُنْحَى حيـثُ وافَـتْ خُطـوبُ

لـه مـنزلٌ رحْـبُ الفِنـاءِ جَـنابُـهُ       رُحَـابٌ مُعــدٌ لِلْعُفــاةِ رَحِيــبُ

كـريـمٌ لـدى ربِّ الـبريِّـة مُكْـرَمٌ        بَلِيــغٌ علـيمٌ بالعلُــومِ خَطيــبُ

يُرَى مثلَ ليثٍ حـوْلَ "عَثَّـرَ" مُشـبِلٍ       أبِـي لِبْـدَةٍ مهـما تُشَـبُّ حُــروبُ

يَصُـولُ ولم يُـوجَـدْ لعمْـرُكَ صَـائلٌ        وصَـوْلـتُه صُـمَّ الهضَـابِ تُـذِيـبُ

لقـد ذَبَّ عـن دِينِ النِّـزارِيِّ جـدِّهِ       و فـي راحَتَـيْهِ مِخَذَمٌ[7] ور َسُــوبُ[8]

يخَيِــبُ مُــرَجٍّ غـيْرَهُ لِمُلِمَّــةٍ         دَهَتْـهُ و مـن يَـرجُـوهُ ليس يخِيـبُ

له منِزلٌ يعْـلو السِّماكـيْنِ والسُّهـى         ومـن دُونِـه الـجَوزَا، ورَأْيٌ مُصيـبُ

له في العلُىقِـدمًا نصيـبٌ ومـالَـه         من العَيْـبِ بـين َالعـالمـين َنصِيـبُ

إذا عُـدَّ ما يَـحْوي الكثيبُ من الحصَى      تُعَـدُّ سجَـايـاهُ، أَعُـدَّ كَثِيــبُ؟!

فهذا و إنَّا اليـومَ نَرجُـوا لِـحاجِنَـا      قَضَـاءً وأن تُسْقـَى الْغَمَـامَ الجنُـوبُ


*******


[1] ـ وعاء الخمر
[2] ـ أي السريعة
[3] ـ إدمان السير
[4] ـ أي السريعة
[5] ـ الأرض المستوية[6] ـ أي يقصد
[7] ـ المِخذم : السيف القاطع
[8] ـ الرسوب: السيف الذي يرسب في الضريبة أي يبقى

السبت، 28 يناير 2012

أقطـبَ الرحى



وقال أيضا: بحر الطويل



أقطـبَ الرحى من أنْفَسَ الحيَّ جُـودُه       ومَـن بـذلـه ما إن يُعَـدَّ عـديـده

بكم فرحت أحرار ذا الخلـق مثل مـا       بكـم فـرحت من بعد حزنٍ عبيـده

فغـربـيُّ هـذي البـير لمـا أتيتــمُ        أنـافَ علـى الأرض و اخضرَّ عُـوده

مكـانٌ بـه ذِكـرُ المهيـمن دائــمٌ        و فيـه لعمـري لـم تُعَـدَّ حُــدوده

بـه الفـخرُ و المجـدُ المؤثَّـل خيَّـما       بقطـبٍ لــربِّ العـالمـينَ سُجـوده

ودارسَ علـمِ الشَّـرع جَـدَّدَ يَـالَـهُ       ولِيـدًا ومنـهُ اليُمـن لاحت شُهـوده

إضَاضُ الأيَامى مُشْبِهُ الغَـيْثِ في النَّدى       لـدى الـمَحْلِ قـد فَاقَ الثريا صعودُه

تحلَّـى بأسـنى المكـرُمَاتِ و قُلِّـدَتْ       بعُقْيَـانِهَـا آبــاؤُه و جـــدوده

أيـا عِـزَّهُ عَـنْ خَيبَـةِ الملْتجِـي بِـه        إذا حُـمَّ أمـرٌ شـابَ مـنه وليــده

فتـىً مَجْدُهُ المجـدُ التليـدُ، وغــيرُه         طـريفٌ و مـا يُعْطَـى العُفَـاةُ تلِيـدُه

ومُـرْمِلَـةٍ أضْحَـى لَـديـهِ حَليُّهـا       فَـريـدًا، وإنَّّ العَصـرَ هـو فـريـدُه

وَهُـوبٌ عـلى عِـلاتِـه لعُفَـاتِــه       وعـمَّ الأدانـي و الأقـاصـيَّ جـوده

وعـوَّد بـذل الـمال للنـاس نفسَـه        و مـا عُـوِّدت نفـسُ الفَـتى تستعيده

فـلا حقـدَ فـيه لا ولا حَسَـدٌ وقـد       تسـاوى لـديـه حِـبُّه و حَســوده

وقد عـمَّ هـذا الخـلقَ فَيـضُ يمينِـه        سَـواء لـديــه شَهْمُـه و بَلِيــدُه

أيـا أيهـا الشيـخ الـمربِّـي بسـرِّه         قلوبَ الورى مَـن لا يخيـب مُريـدُه

أتينـاك زوَّارا لإصـلاح شــأنِنــا        وتَيْسِـيرِ أمْـرٍ فـي الـزمـانِ نُـريده

خصالك عن إحصائهـا الشعـرُ كُلُّـه       يَضِيـقُ و عنـه اليـومَ كَـلَّ مُجِيـدُه

صـلاة وتسليم علـى القمَـر الـذي        بـه شَـرُفَتْ فِهْـرٌ و أنـتَ حَفِيـدُه

الجمعة، 27 يناير 2012

رفقـا بذي و له





وله أيضا فيه:



رفقـا بذي و له هاجتْ لـه الـدِّمـنُ
أحـزُانـهُ ذِيدَ[1] عـنْ أجفانِه الوَسَـنُ


صَـبٌّ مَشَـوق لِتَـذكارِ الأحبَّـةِ مـا
إن يَسْتـَفِيقَ و لـم يَـبرحْ له شَجَـن


شَـاقَتهُ أطلالُ جَنْبِ الرِّيعتـينْ ضُحَـَى
و الصبُّ مَن شَاقَه الأطْـلالُ و الدِّمـن


أمسـت خَـلاءً و لا حَـيٌّ بِسَاحِتَـها
إلا الْحَمَامُ و إلا شِبهُــهُ الأنَــنُ[2]


عَهْـدِي بَلَيلْى وَتـرْبَيها بِهَـا فَغـدتْ
مَأْتـى الأتـِيّ،ِ لأطلاءِ الظِّّّبـَا سَـكنُ


تميـسُ بـينُ لـدَاتٍ كالبُـدورِ لـهَا
مُسْـيًا كما مَاسَ مِن فَـوْقِ الرُّبى فَنَـنُ


فَيْنَـانَةٌ كَمَـــهَاةِ الرمْـل نَاعِمَـةٌ
رَيُّ الـبُرى لَـيسَ في أرْدَانهَـا دَرَنُ


كالْبـَدْرِ نُـورًا ونَـوْرَ الأقْحُوَانِ حَكَى
منـها العَوَارِضَ حُسْنًا خَدُّهَا حَسَـنُ


بَـانَـتْ ومنِ بَينْها قد مَسَّـني حَـزَنُ
وَالـدمعُ في الخدِ من وَ جْـدٍ له سَنَـنُ


لـم أصْبُ يوَمًا لِظُعْنِ قَبل أنْ عَرَضَـتْ
غُـدَيّةَ الْبينِ بالنجْـدَيَـنِ لِـي ظُعُـنُ


سَـوائٌر طَـالَمَـا طَـالَ المسـيرُ بهـَا
بِـالأميليْن ضحَى تخدِي بهَا الأمُـنُ[3]


كـأنّـهَا إذ بَـدَتْ نَـخْلٌ مُـوسِـقَةٌ
مِن نَخْـلِ يَثْرِبَ يومَ البينِ أو سُفُـنُ


أقـول إذ جـد في السير المطـي بهـا
مـن كل وَهْمٍ وحرف مـا بها عـرن[4]


سَـأعْمِلَنْ كُلَّ حَـرفٍ جَدُّهـَا شَدنٌ[5]
فِـي إثْـرهَـا أوْ ذَفـرٍ جَدُّهُ شَـدنُ


فَـابْتَلّ مِـن وله دَمعـِي ومن شَغَـفٍ
بـالظعنِ و ابتلَّ منْ تَهمـالِـهِ الذَّقـن


قـالتْ أميمةُ مَـاللدمـعِ منكَ هَمـَى
فـوقَ التَّراقِي لِتذكاَرِ الألَـى ظَعَنـُوا


أمـا عَهَـدَّتُـكَ جَلْـدًا لا يُنهَنْهــهُ
طَعـنُ الفَوارسِ في الهيْجاءِ إن طعنـُوا


فقـلتُ يَاذِي أقِلِّي اللَّومَ مَا بِـرِحْـتَ
تَعْتـادُنـِي زَفَراتُ القلـبِ و الـحَزَنُ


بالقلبِ إذْ ظعنوا يـومَ النـَّّوى ظَعنـوا
وحَيْثُمَـا سَكنـُوا بالقلبِ قد سَكنـوا


قـالتْ ولم تَدْرِ ما بالقلب: وَيْكَ أمَـا
يُسْـليكَ عَن ذِكرهَّنِ الماجِـدُ الفَطِـن


فَـقُلتْ و الدمعُ مثل الأرْجُـوَّانِ عَلـى
خَدَيًّ وَجْدًا ألا يَـا مَـا أمُيَـمُ مَـن[6]


قالتْ هو الشيخُ بدرُ الدينِ مَنْ شِهدتْ
بالُجُودِ منه الأيَـادِي الغُـرُّ و المنـن


محمـدٌ عـابـدُ الحَـيِّ الأبِـــيُّ إذا
ما سِيمَ بالضْْيمِ مَأَوَى الضَيْفِ و الضَّنَنُ[7]


مـن حَازَ غُرَّ العُلَى و المكرُمَاتِ وَ مـن
بمثلـهِ ضنَّـتِ الأيَّـامُ والــزَّّمــن


مَنَ سَيبهُ مَـا حَكَـاهُ الْمَوجُُ وَيكَ و ما
حَكـاهُ وَ يْكَ نَـدىً العَـارِضُ الهَـتنُ


هُوُ المُغيثُ إذا مـا الغيـثُ أخلفـنـَا
والمسُتَـغِيثُ بهِ فـي الأزْمُنِ الزَّمِـن[8]


هُـو المـلاذُ إذا مـا أزمـةٌ أزمَــتْ
يَضيقُ يومًا بها مِـن هَـوْلِـها العَطَـن


أوصـافهُ لن تراهـا العينُ فـي بَشَـرٍ
ومِثلُـهُ ويْـكَ لـم تَسْمَـعْ بِـهِ أُذُنُ


شيـخ ذِهِ السُّـنةُ البيضـاءُ مِلــتهُ
يَـذُودُ عنها العِدَا في كَفِّّـهِ قَـرَن[9]


مـا صـدَّهُ جُبنُ عن أن يَكـونَ فـتىَ
حَرْب لدى الحربِ بل ما دأبُهُ الجُـبُـن


كـم هـدَّ لِلغيِّ مـن حِصْنِ ومن فَدَنٍ
مشيَّـدٍ مـا كَـهُ حِصْـنٌ ولا فَـدَن


وكـم أَبـَاحَ حَـرِيـمًا لاحـريمَ يُرىَ
شَـرْوَاهُ[10] في راحتيهِ السَّيفُ و القَـرَنْ[11]


بـه المكارمُ تَحيـْـىَ والنَّـدى وبـه
تَحيىَ المعالِي ويحْـيىَ الفْرضُ والسُّنـَنَ


لا عيـبَ فيه سوى بَـذْلِ الهجَـانِ ولا
فـي قَلْْـبهِ للـوْرَى يَاللورى إحَـن[12]


يَـا آلَ أحْمَدَ لا حلَّـتْ بسـاحتكُـمْ
يـومًـا رَزَايا و لا حَلَّّتْ بكـمْ فِـتنِ


الله فضَّـلكُـمْ قـِـدمـا لأنكُــمُ
مِن مـَنْ عَلـى ذُرْوةِ العلياءِ قد عَدَنُوا


إنـِي أمُتُّ[13] إلـى الْـمَولى ِبحبكُـمُ
وحِبكُـمْ بالْـمُنى بَـينَ الورى قَمِـنُ



*******

[1] ـ أي طرد
[2] ـ كصُرَدٍ طائر يشبه النعام
[3] ـ جمع أمون
[4] ـ داء يصيب الدابة في آخر رجلها.
[5] - فحل معروف.
[6] - من هو
[7] ـ الشجاع
[8] - أي الفقير.
[9] ـ أي السيف
[10] ـ أي مثله.
[11] ـ أي الرمح.
[12] ـ جمع إحنة وهي الحقد.
[13] - أتوسل.

أيـا طيِّب الأخْـلاقِ






وله أيضا فيه[1]: بحر الطويل



أيـا طيِّب الأخْـلاقِ و الَفْرعِ والنجْـرِ
ويَـا باسـطَ الكَفَّـيْن ذَا الشّيَم الغُـرِّ


ويـا هـادمًـا للغـِّي كـلَّّ مُشَـيدٍ
ويـا بانيـًا للدينِ بيتًا علـى النَّسْـر


حَفِيـدَ رسـولِ الله أنـتَ سَـمِيـُّّـهُ
كُـريمُ المسَاعِي قُلَّة الـمجدِ و الفخـرِ


فـإنـي بكم أرجو العلـومَ مع التُّقـَى
وأرجو الهُدَى و النَّصر واليُسر فيِ الْعُسْر


******


[1] ـ هذه الأبيات أول ما قال من الشعر حسب ما وجدنا بخط أخيه محمد عبد الله ابن الواثق رحمهم الله

البـدرُ أنـتَ







وله أيضا فيه: بحر البسيط





البـدرُ أنـتَ وأنـت البحـرُ والمطـرُ
وأنت أكـرمُ من غابُوا ومن حضـروا



وأنـت مصـباحُ ليـلٍ لا سـراجَ لـه
والجودَ منـك أذاعَ البـدوُ والحضـر



كَفَـاكَ فخـرًا ومجـدا أنَّ جَدَّك مَـن
تَبـْأَى بِــه غُر أربـابِ الُعلا مُضـر



عَلـى عُلوِّكُمُ الأعْلَــون قد شَهـدُوا
والأرْذَلَـونُ وَ فِـي أسْـرَارِكُم عِـبَرُ




الخميس، 26 يناير 2012

مَـرْأىَ الـرُّبوع


وله أيضا فيه بحر الكامل



مَـرْأىَ الـرُّبوع بقـاعـةِ الوعْسَـاءِ
أجْـرَى الـدُّمـوعَ مَشوبـةً بِدِمَـاء


سَلبتْ حُـلاها هَيْـدَباتُ[1] المشتَـرِي
والفـرقـدَيـنِ و أنجـمُ الـجـوزاء


لمـا خَلَـتْ مِـنْ كـلِّ غـانيـةٍ لهَـا
جِيـدٌ كجِيـدِ جِـدَايـةٍ جَيْـــدَاء


تَفتَـرُّ عـن كَـالأ قحُـوانِ مُنظَّــمٍ
أقْـوَى لَـدى يَـبرْين غِبَّ سمــاء[2]


إن تُـمسِ خَاليةَ الرُّبـَى قسمـًا لكـمْ
عُمِـرَتْ رُبَـاكِ, أأرْبُـعَ الوعســاء


بمفَنَّقَـات[3] كـالْبـُدُورِ نَـواعِــمٍ
وَغَـطِارفٍ كَـالأَسْـدِ في الهَيْجَــاء


وَرِثـُوا المكَـارِمَ مِـن أكَـارِ مَ جِلَّـةٍ
شُـمِّ الأنُـوفِ غَطـارِفٍ نُجبــاء


أيـامَ إذ خِـدْنِـي بهـا ومُسَـامِـرِي
ـ يَـاخـلُّ ـ كُلُّ أغَرَّ مـن قُربائـي


طَـوْرًا نميـلُ إلـى الحِسـَانِ وَتَـارَةً
لِرقِيـقِ شِعْـرِ العُـرْبِ و الأدَبـَـاء


و إلـى الذِي يُرْوىَ عن الهَمْـزِيِّ فِـي
مَـنْ خَصـهُ مَــولاهُ بـالإسْــراء


جـدِّ الممجَـدِ ذِي الجَدا مَن جُـوُدهُ
يُــزْرِي بكُـلِّ غَمَـامَـة وطْفَــاء


مَـن كَفُّـهُ فـي الحربِ كفٌ للعِـدَى
ولـدى النَّـدى أجْدىَ مِن الدَّأْمَـاء[4]


أسْـنى وَ أكرمُ مَـن عَـلا في جَحْفَـل
جَـوْنـًا مَـرِاكلُـه مِـن التَّعْــداء


بـدرٌ كـَهُ جُنـْحَ الظَّـلامِ مُمَجَّـدٌ
شَهْـمُ الحِـجَـا ذُو عفِّـةٍ و بَهــاء


وَشَـجاعـةٍ وظَـرافـةٍ و فَطَـانَــةٍ
وسـماحــةٍ ونَظَـافـةٍ وسخــاءِ


وَرزانـةٍ وفصـاحـةٍ و بـَـلاغَــةٍ
وقـناعَــةٍ ونـجَابــةٍ وذكــاءِ


هـذا و إنَّ خِصَـالَكـمْ أنِفَتْ عَلـى
عـدَدِ الحَصَـى عـدّا مِـنَ الأنقـاء


أنَّـى يُرَى مُحصٍ عديد حَصَى النَّقـَى
أبَـدَ الـزَّمـَانِ, يُعـَدُّ في الشُّعَـراء؟!


يـاخير من وَطِـئَ التَّريبَ وَخَيْر مـن
رَكَضَ العِتَاقَ النُّجْـبَ فـي الأفْـلاء


صلـى وسلم ذو الكمالِ على الرِّضـَى
وَصِحـابِــهِ فـي البـدْءِ و الإنهـاء


*****


[1] - الهيدب :السحاب المتدلي.
[2] - المطر.
[3] - المنعمات.
[4] ـ أي البحر

عفا من سُلَيْمىَ الَخَرْقُ



وقال أيضا فيه: بحر الطويل



عفا من سُلَيْمىَ الَخَرْقُ فالحقْفُ فالسَّهلُ
فَـوْهدُ الغضى فالمشرفيـاتُ فالـرمـلُ


وغيّـرها الأرواحُ كــلَّ عشــيةٍ
بُعيـدَ غَـوانِيهـا وغـيرهَـا الوبْـل


يلوحُ كباقيِ الوشْـم والرسْمِ رسْمهـا
تَعَهَّدَها الصِّيرَانُ والأدْم[1]ُ والصُّعْــل[2]


وملَّـتْ بِـها السُّكْـنَى الظباءُ كأنَّـما
بهـا لم تَمِسْ بهنانةٌ مـا لـها شَكْــل


لـها شَنَبٌ كالبدرِِ عـذبٌ رُضَـابـه
حكـى ما أقرتْ في مَعادنَهـا النحـل


كأن مُحيَّاهَا السّجْنَجـلُ[3] في الدُّجـى
يَـذمُ شـذاهـا الشذوَ عَللـهُ التَّتل[4]


ألا بَلْـهَ خـودًا كـالنُّضـَارِ جَبِينُهـا
لأمـدِاح غِطْـرِيـفٍ سَرٍ للثَّنـَا أهـل


هـو القطبُ عبدُ الـحِي بعـدَ محمـدٍ
إمامُ الهدى في الجُودِ لم يَحْكِهِ الطمَـلُ[5]


حسيبٌ سخيٌ مُطْـرهِفٌّ[6] مَصَـلَّّلٌ[7]
سَـرِيٌ كميٌ ماجـدٌ مـالـه عَـدْل[8]


تَسَـامَى على نجـمِ الفراقدِ والسّهَـى
لنيلِ العُلا و الـمجدِ حقًا وهُوْ وَعْـل[9]


فَـتى صَنَـعَ المعروفَ من حينِ نشـإهِ
وشيَّـدَ رُكـنَ الدينِ وهْـو إذًا طِفـل


خِضَـمٌّ أرِيـبٌ لـوْذَعِـيٌ سَمَـيْذَعٌ
غيـاثُ الـورى ممشَـاهُ ينبتُـه البقـل


كـريمٌ أخـو فخـرٍ و مجـدٍ وسُـؤددٍ
تَـدَاولَهُ الإحسانُ والجـودُ و الفضـل


فلم تحكِِـهِ الفِـرْسانُ في الحربِ كُلُّهَـا
ولم يحكِـهِ ليثٌ لـه بِالشَّـرَى شِبـل


يميـنًا بِـأشبـاهِ القِـدِاح لَــوَاغِبٍ
تَجوبُ الفيافِي قـد أضرَّ بهَا النَّجْـل[10]


لقد فَاق تَسكـابَ الغمَـائـمِ سَيبُـه
فلله منـه الجـودُ والمجـدُ و البــذْل


أطـالَ إلـهُ العـرشِ جـلَّ حَيـاتَـه
بجاهِ الرسول اللَّذْ بِـهِ خُتِـمَ الـرَّسـل


عليـهِ صـلاة فـي ابتـداءٍ و مختْـمٍ
وآلٍ وصـحبٍ, والسَّـلامُ لهـا يتلـو


******


[1] ـ مشربات البياض من الظباء
[2] ُـ الصُّعلُ جمعُ صَعْلٍ وهودقيق الرأس والعنق من النعام "ق"
[3] - المرآة
[4] ـ نوع من الطيب
[5] - أي الخلق طرا
[6] ـ المطرهف الحسن التام من الرجال.
[7] ـ المصلل الكريم الحسب الخالص النسب
[8] - أي مساوٍ
[9] ـ أي شريف
[10] ـ أي السير الشديد.

خليـليّ عُـوجا


وله أيضا فيه: بحر الطويل



خليـليّ عُـوجا وابكـيا في المعـالـمِ
مـعالم أطـلالٍ كـوَشْـمِِ المعاصــمِ


بوهْدِ الغضى فالجـوِّ فالنجـدِ فالنَّقـى
بنـوقٍ عِتـاقٍ راقِصـاتٍ رواسِــمِ


ديـار عفتـها بعـدنا كُـلُّ رِهْمَـة[1]
وكـلُّ مُلِثِّ[2] مُكْفَـهِرِّ[3] الغـمائِــمِ


عهِـدْنَـا بها حُورًا حِسـانـا نواعِـمًا
رِقـاقِ الثَّنايـا واضِحـاتِ المباسِــمِ


هِجـانـا عَطـابِيلا[4] خَفائِرَ[5] كالدُّمـى
إذا مِسْـنَ أمْثالَ الغُصـونِ النواعِــمِ


ألا عَـدِّ عـن أطـلالِـهن وحيِّهــا
وأمَّ الفـتى مَـن جَـدهُ خـيْرُ هاشِـمِ


محمـدَ عبـدَ الحـي شَيخَ الورى ومَن
عَـلا الشُّمَّ مأْوى كُلِّ قَرْمٍ عُلاكِـمِ[6]


خِضَمًّـا هَضومـًا[7] أرْيحيًا سميـذَعـا
مفَـرِّجَ هَمِّ الفَقْـر عـن كـلِّ عـادِمِ


هـو القطبُ مَن فوقَ النعائِمِ والسُـها
بِنيْـلِ العُـلا حقا عَـلا و المكــارِمِ


عَلا كـلَّ ذي عِلـمٍ بفخرٍ وسُـؤْدَدٍ
تقاصـرَ عـنِ اِدرَاكـهِ كـلُّ عالِـمِ


وهـدّمَ أركـانَ الغَـوَايَـةِ و الهـوَى
وشَيّـدَ رُكْـنُ الـدينِ فـوقَ النعائِـمِ


أخـا طَلَـقٍ لـمَّا السِّنُـونَ تتايَعَـتْ
لِعـافٍ وضيْـفٍ طارِق ٍ للحَمَـائِـمِ[8]


فمـا لُجَجٌ تُلقـي غـوَارِبُـها القَذى
ولا مُـدْجِنٌ مـن مدْلِـجاتِ الحناتِـمِ


ولا مُشْبِـلٌ ضــارٍ بِعثَّـرَ شِبْلُــه
بأجـودَ من كفيْـك يومَ التَّـزاحُــمِ


وأنفـعَ يـومـًا من بَنـانِكَ للْـورى
وأشْجَـعَ منكَ يومَ صَـرْمِ الصَّــوارِمِ


يمينـا بِرباتِ الرسِيـمِ علـى الوَنـى
يَجُـبْنَ الفَيـافِـي كالسِّهامِ سَواهِــمِ


لـَوارثُ خيِر الرسْـلِ أحـمدَ جَـدِّه
وصُحبَتِـهِ من كـلِّ قُطبٍ خُضــارِمِ


عليهـم صلاةُ الله ما شـدَّشـادِنٌ
وغنَّتْ على الأغْصـانِ وُرقُ الحمائــمِ


******


[1] ـ الرهمة بالكسر المطر الضعيف.
[2] - الملث : دائم المطر.
[3] - السحاب الغليظ الأسود.
[4] - العطبول والعطبولة: المرأة الفتية الجميلة.
[5] - جمع خَفِرَةٍ: أي حيية.
-[6] العلاكم الجمل العظيم السنام
[7] - الهضوم : الجواد.
[8] ـ جمع حمامة: وهي حلقة الباب.

ألاحَــيِّ أطـلالا



وله أيضا فيه: بحر الطويل



ألاحَــيِّ أطـلالا بــبرقـةِ ثهـمد
تلوح كرجـع الوشـم مـن أم معـبد


فذات الغـضى فالمـشرفِـيات فَاللوى
فجانب و عْـسَاءِ العُذَيْبِ فَـالانـجُد


غَدون لِـهُوجِ الـريح مأتىً وللـحَيَا
و كـلّ مـهاة كالمـلاءة فـرقــد


وتخـلفها رُبْـدُ النـعامِ بـها كـأنْـ
ـنَها مـا حـوت من قبلِ ذا كلَّ أمرَد


سَبوقٍ إلـى نيـل المكـارم و العـلا
طلـوق الـمُحَيا وافـرِ العِرض سـيِّد


هِـزَبْرٍ لدى الهيجـاء و الخيـلُ تتَّقـي
ظُـبَى كـلِّ عَضْبٍ مَشْـرَفِـيٍ مُهنَّـد


وكـل أنـاة كـالمهـاة جبيـنُهــا
عَروبٍ بـها نـيطت عُقود الزَّبَرْجَـدِ


مُـخَبَّأةٌ عَـذراء جُـمٌّ عِـظامـهـا
تمـيسُ كمَيـسِ النـاعـم المتــأود


لـها مقلتا ظَـبي وردفٌ حكى النَّقَـى
فـرعٌ أسيـلٌ فـوقَ خَـدٍّ مُـورَّد


وثغـر شتيت النبـت عذب رضـابه
فلم يحكه الشـهد المـشاب بصرخـد


ألا بـلهَ أطـلالا عفــون وأهلَهـا
لأمـداح عبـد الـحي بعـد محمـد


إمـام الهـدى مَـن هَـدَّ كلَّ مشـيَّد
على النسر من غـيٍّ، ومـأوى المطـرَّد


إمـام بـنى للـديـن بيـتا مشـيداً
وقـد كـان قبـل الشيخ غير مشـيد


فمـن قاسه يوما بشيخ علـى الـبرى
كمـن قاس يومـا حَيقُطانًا[1] بأصْيَـد[2]


تـأزرَ بـالمجـد المـؤثَّـل وارتَـدَى
ونَـال عَـلاً مَـا نَـاله كـلُّ مُصـعِدِ


فَمَـا أحَـدٌ يحـكيه فـي طيب محتـدٍ
ومـا أحـدٌ يَـحكيه فـي بَـذل مُتْلَدِ


ومـا أحـد يـحكيه في بـذل متلَـدٍ
ومـا أحـد يحكيـه فـي طيب محتـدِ


فـللهِ دَرُّ الشَّيْـخِ إنْ هَـمَّ بالعَطَــا
إذا أجْـدَتِ الأقـوام يـوما لمجـتدي


وللـه منـه البـذل للبـزل للعفــا
ة أو كـل طِـرف أعـوجـيٍّ عمـرّد


مُزِيل الطَّوَى عَنْ ذِي الطََّوى هَادِم الهوى
مزيل الصدى عن كل ذي عَطَشٍ صَدِي


تقـيٌّ نقـي مـاجـد مـن ممجَّــد
ســرِي كمِـي سيِّـد مِـن مُسَـوَّد


هـمامٌ شُـجاعٌ لا يـطاق نِـزالُــه
فسائِـلْ به الفـرسـانَ في كلِّ مَشْهَـدِ


يمـينا بعيـس كالسـهام سَـواهـمٍ
يجُبن الفيافـي فَـدْفَـداً بعـد فدفـد


لقـد ورث المخـتارَ مـن آل هـاشم
وصـحبـتَه والآلَ فـي كـل سُـؤدد


عليهـم صـلاة اللـه مـا دام مـنزل
بجـانب وعـساء الـعُذيب فـثهمـد


*****


[1] ـ طائر يسمى الدراج
[2] ـ أي الأسد

عفا الحِقْفُ مِنْ أسماء



أيضا فيه: بحر الطويل



عفا الحِقْفُ مِنْ أسماء فالوَعث فالـخَرقُ
وغيّـره من بعـدها الهِيفُ والــوَدْقُ


وملَّت به السُّكـنى الظبـاءُ كأنــما
بـه لم تمِسْ بـهنانـة زانهـا العُنْــق


مُنعـمة لَمْيَــا كـأن رُضَـابَــها
بُعَـيد الكَـرى شهـدٌ يعلله الــزِّق


خَدَلَّجَةٌ عَجــزاء جُـمُّ عظـامــها
لها الشذرُ والمرجانُ تحتَ الملا طَــوق


ألا عَـدِّ عَنـها والربوعَ لمدح ذي الْـ
ـعلى مَـن على الأتراب فضَّله الحـق


هو القطْبُ عبــدُ الحي بعـد محمـدٍ
سِـراجُ الدَّياجي في الوغى بطـلٌ رَوْق[1]


أخو ثِقةٍ؛ صِرفٌ ؛تَقـيٌ؛ حُـلاحِـلٌ؛
أديبٌ؛ لبـيبٌ؛ وافرٌ عِرضُه ؛ذَلْــقُ[2]


بـه نيطَ مِفتاحُ العَويـصِ إذِ الـورى
عـراهمْ بحمدِ الله زالَ بـه الضَّــيْقُ


إذا ما حَجَا[3] الغِطْرِيفُ يومـا رأيتَـه
لـه راحـة كالوَبـل وابلُها الــوَرْق


علـى جـدِّه المختـار أسـنى تحيـةٍ
مـن الله والأصحابِ ماسَجَعَ الــوُرق


****


[1] ـ أي شجاع
[2] ـ أي ذرب اللسان
[3] - بخل.

ربـعُ اللِّـوى


أيضا فيه: بحر الكامل



ربـعُ اللِّـوى جَلَـبَ الصِّـبا للوَالِـهِ
بعـد الســلوِّ عـنِ الصِّبا و مجالـه


ولـه دفـينَ الشـوق جَـدَّدَ بعد مـا
أنْ آضَ مـا إنْ يَـخْطُـرنَّ بـبالـه


عفـتِ الـرَّوائـحُ والرياح جديـدَه
غـيرَ الأثـافِـي والـدِّمانِ وآلــه


لمـا مـررتُ بـربعـه أصُـلا علـى
وهْـمٍ يجوبُ البـيدَ بعـد كَلالــه


مُـدنِـي الفَـلا بعد الفَـلا برسيمِـه
وذميلِـه والوخـدِ مـعْ إرْقََـالِــه


مـا إنْ تبـاريــهِ المطـيُّ إذا وَنَـتْ
غِبَّ السُّرى بالركب بُـزْلُ جِمـالـه


مَيـدانُـه عَـزَّ النجـائبَ مثـلَمـا
عَـزَّ الوَرَى ميـدانُُ أمْـنْ الـوَاله[1]


قمر الورى, مُهدي السرى, خير الورى,
أطفـالِـه, ونسـائِـه ورجـالِــه


فـاقَ الــورى بنَـوالِـه ومَنَـالِـه
غُـرّ العُلـى وخِصـالـه وخِلالـه


بـين الـورى أضـحى مقَـسِّم مـالِه
أنـوَاقِـه وجِـمالـه وجُـمـالـه[2]


وبـه دفـينُ الديـن جُـدِّد بعـدمـا
لـم يـبدُ غـير النُـؤْيِ من أطلالـه


وحمـاه مـن كَيـد الجبابـرِ يـافِعـا
حمْي الغَضَنْفَـرِ بالشَّـرَى أشْبـالِـه


يـانِعـمَه مـن سـالكٍ سَـنَنَ الهدى
أبـداً, ومَـن عـمَّ الـوَرَى بِنَوالـه


كهـفُ الـورى أطفالِـه ونسـائـه
ورجـالِـه ، وشبـابِـه و كِـهالِـه


مَـأوَى اللَّهِيفِ إذا السّنون تتايـعت[3]
مـع كـل دالِـهَةٍ و عَـافٍ دالِـه


يُسلِـي الحبـيبَ جِـوارُه عَـن حِبـِّهِ
حقـا وعـن أوطـانِـه و أهـالِـه


تُحْصـى قطـارُ الـزَّاخرات جميعـها
وحصَـى البسيـطةِ قبلََ عدِّ خصالـه


ذادَ العِدا عـن ديـنِ أحمـدَ يَـافِعـاً
بحسـامـه و سِنَـانِــهِ و نِبَـالِـه


وقَفَـا طَـريقَتـه ولَيـس بمقْـتـفٍ
لســوى طـريقـته ومَهْـيَعِ آلِـهِِ


صلـى وسلـمَ ذو الكمـال عليهـمُ
مـن قد تفـرَّدَ بالعُلـى وكَـمَالـه


****


[1] ـ أي الخائف
[2] ـ أي الخيل
[3] - التتايع: الإسراع في الشر.

بـمربعٍ بـروابِـي الـرَّقمَتَـيْنِ عَفـا.. قِفـا



أيضا فيه: بحر البسيط



بـمربعٍ بـروابِـي الـرَّقمَتَـيْنِ عَفـا
قِفـا وفي مَربعَـيْ نجدِ الغضـاةِ قِفـا


وحَيِّيَـا مـرْبـعًا مـثلَ الوِشامِ علـى
حِـقْفِ الغُوَّيْرِ بأيْدِي الغانِيَّاتِ عـفـا


إن أنتـما صُنتمـا دَمْعـًا لِـذَارِفَـة
في غير تِيكَ ففـي تِيـكَ ابْكيا أسَـفا


دُورٌ لليلـى عَفـاها بعـدَ قاطِنِـهـا
عَصْرَ الصَّبَا مِن نِشَاصِ[1] الدَّلو كُلُّ هفا[2]


مـازالَ كـلُّ هـزيمِ الوَدْقِ يَرْسُمُـها
حتى حَكتْ من وِشـامِ الخرَّدِ الكُفُفَـا


إن أصـبحتْ تِيكَ مِن ليلـى مُعطَّلَـةً
وأصـبحتْ للمها والعِـين ِمُـؤْتَلَفـا


لكـَمْ تَـحَلَّتْ بفِـتيـانٍ غَطـارِفَـةٍ
بيـضُ الوُجُوهِ سُراةٍ جِلَّـةٍ شُـرَفـا


طـوْرًا تَرى ثَمَّ منهُمْ مُنِشِدَيْنِ "سمـا"[3]
بجانِـبَيْ كيِّسَيْن مُنْشِـدَيْـنِ "قِفَـا"[4]


وتـارةً سيِّـدَين منشـدَيْـن "أمـن"[5]
بحافَتي سيـديـن منشديـن "عَفـا"[6]


وغيرُ ذا مـن قـريضٍ جَــاد[7] مُنْشِؤُهُ
يُـرْوَى عنِ العَرَبِ العَرْبَاءِ قَد سَلَفَـا


شُمُّ العَـرانِين نَيْلُ الفَـخْرِ دَيْـدنُـهُمْ
وكلُّهـمْ لِثِمَـارِ المجـدِ قـد قَطـفا


وخُـرَّدٌ كـالدُّمى حمرُ الخدودِ حَـكَتْ
مِنْ ناضِرِ البانِ فَوقَ الدِّعْصِ[8] مَا انْعَطَفََا


مِـن كـلِّ فَيْـنَانَةٍ مِـثْلِ المهاةِ سَـنىً
يصـيِّر الشـذرَ مَرْأى وجهِها خَزَفَـا


كــأنَّ ريقـتَها خمــرٌ مُشَعـشَعةٌ
من خمر بَيْسَانَ قد سِيطَتْ بماءِ صَفـا[9]


مَـا إنْ أرَ الـبَدرَ والليلَ استضَا ودَجَا
إلا تـذكـرتُ مِنها النحرَ والشَعَفَـا[10]


ولـن أرى الجَود في الجوِّ -الزمانَ- هَمى
إلا تـذكرتُ جودَ الحائزِ الشَـرَفَـا


ولـن أرى اليمَّ قَد جاشتْ غـواربُـه
إلا تـذكرتُ منهُ لِلـورَى الطَلَفَـا[11]


ولـن أرى بالشَّـرى ذا أشبُلٍ هَـصِرًا
إلا تـذكرته في الحـربِ إذ عَطَـفَا[12]


محمـدٌ عـابــدُ الـحَي المغـيثُ إذا
ما الغيـثُ أخلفَ؛ أسْنى مَن لِطهَ قفـا


قطـبُ الـرَحى حيلةُ المحرومِ, باذِلُ مـا
به تَضَـنُّ الـبرايا, ملجـأ الضُّعفـا


شيخ المشايـخ مـن لـم يلـق زائـرُه
خيبَ الرَّجا إذ لدى أبـوابـه وقفـا


شيـخٌ زيـارتُـه للمعتـفـينَ غِــنىً
كمـا زيَـارتـه للمـدنَفـينَ شِفـا


جارٍ إلـى الجارِ منـه العرفُ منـذُ نشـا
ومذ نشا غال أربابَ الـهوى ونفى[13]


المجـد أركانـه شِيـدتْ بــه وبــه
دين النبي المصطفى لما خفيَّ[14] خفـا[15]


عـنِ الهـوى مذ نشـا والغـيِّ منصرفٌ
ولن يُرى عَن طَريقِ الحق منصـرفـا


مـنْ أتْـربوا غَـرَفُوا مِن فَيض راحتـهِ
وطالبُ العلمِ مـن عِلمَيهِ قـد غرفـا


بحـرٌ إذا وَرَدَ العـافُـونَ وَازْدَحمــوا
غَطَمْـطَمٌ قَـاذِفٌ أرجـاءَه الصَّدفـا


كم مِن غَـوِيٍّ إلـى الإسـلام أرشَـدَه
ومن عـدو له عن الـهوى صـرفـا


يـا آل بيـتِ رسـولِ الله قـائسُكـم
بالجَود جُودا غـدَا بالحمـق مُتَّصِفَـا


صلى الإلـهُ علـى المختـارِ مِـنْ مُضَـرٍ
والآلَ و الرسْل و الأصْحَابَ والخُلَفـا


*****


[1] - السحاب المرتفع.
[2] - الهفا : مطر.
[3] ـ ينشدان قصيدة امرئ القيس التي مطلعها : 
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا     وحلت سليمى بطن قو فعرعرا..
أو غيرها.
[4] ـ ينشدان إحدى قصيدتي امرئ القيس اللتين تتفقان في: قفا نبك من ذكرى حبيب و...أو غيرهما.
[5] ـ منشدين : أمن أم أوفى دمنة لم تكلم......الخ لزهير أو : أمن آل نعم أنت غاد فمبكر....الخ لعمر بن أبي ربيعة أو غيرهما.
[6] ـ ينشدان: عفا ذو حسى من فرتنى فالفوارع...الخ للنابغة الذبياني أو غيرها.
[7] - جاد : أتى بالجيد.
[8] - الكثيب.
[9] - جمع صفاة.
[10] - الشعف :بعض شعر الرأس.
[11] - أي العطاء.
[12] - أي كرَّ.
[13] - نفى : طرد.
[14] - خفي كرضي : ضد ظهر.
[15] - خفا كدعا : ظهر.

أجَـرَّاء أنْ بالغَـورِ لاحـتْ عُهـودُ


وقال أيضا فيه: بحر الطويل



أجَـرَّاء أنْ بالغَـورِ لاحـتْ عُهـودُ
كستهـا البِلا هوجُ الصَّبـا و الرُّعودُ


تُفِيـضُ على الـخدين عيناكَ أدْمُعـًا
ذوارفَ حـمرًا مـا لـهن جُمُــودُ


وتُضْحِي مُصابَ القلبِ حيرانَ تشتكي
بـه أنْــؤُرًا مـا إن لهن خُمـود


كَـذَا دَأْبُ مُشتاقِ الأحـبةِ أنَّــه
يَنُـوحُ إذا لاحـتْ لهـن عُهــود


يَـجودُ بِـدمـع العـين مـنه فَعَـبرةٌ
تَفيـضُ وأخْـرَى بِـالْبنَـانِ يَـذود


يَـحِن لأطْـلالِ الأحـبِة بعـدمــا
بجَيـبِ الرَّوابي طَال مِنهـا الرُّكُـود


خليليّ ما الصَّبُّ المشوقُ سِوَى الـذي
يُـرى كـلَّ ليـلٍ يَعْـتريهٍ سُهُـود


ويَصْـبو إذا مَـا آخرَ الليلِ عــاده
خيـالٌ لـحِبِ لا يَــزالُ يَعــود


عميـدٌ أبـادتْه الهُمُـوم و أصْبَحَـتْ
تعَــاوِدُه مَـنْ مِثْــلُه لََعَمِــيد


أرقـتُ لطيفٍٍ آخرَ الليـلِ زارنــي
لليلـي وصَحْـبي حـينَ زارَ هُجـود


تَـجاوَزَ بِيـدا لا تَـريـمُ مَضِِــلّةً
إليـنا بـها رَيــحُ الجنـوبِ تبيـد


أثـارَ لنـا مَسـرَاه مَـا لا يُثــيره
مـن الشَّوق و الذِّكرى خَيالٌ و عيد[1]


أجدَّك هل عارٌ على الصَّبِّ أن يُــرى
وَلُـوعـًا بظبٍي لـم يَزِنْهُ فَـرِيـد؟!


يَزينُ النضــارَ الجيــدُ منـهُ وإنَّـه
لمنـهُ يَـزِينُ الـدُّرَ و الشَّـذْرَ جِيـد


حـواليـهِ عيـنُ كـالبدور تَخالُـها
مـصابيحَ رُهبـانٍ -بِلَيْـلٍ- وغـيدُ


وَرُودٌ عَطابيلٌ[2] تََـرُوقـكَ دون مَـا
سِـواهـا حـواليْـها عَطَـابِيلُ رُود


أردتُ وصـالاً قبـلُ مِِنـها وأعْرَضتْ
وقـالت: ومـا وَصْـلَ المُحبِّ نريد


فقلتُ ودمـعُ العـين يجـرِي صبابـةً
وفـي القلـبِ وَجـدٌ للمحبِّ مبيد:


مُرِيدُ وصَالِ الـرُّودِ خـابَ، ولن يُرى
أخـا خَيبـةٍ مـن للشَّـريفِِ مُريـد


محمـدٌ الْهـَادِي إلـَى سُنـنِ الهُـدى
لعمركَ عبـدُ الحـيِّ وهْـو وَليــدُ


يجـود بعِلْـقِ[3] المـالِ جُـودًا وإنـهُ
لعمـرُك بالمـال الجـزيـل يُجُـود


يـريدُ اكتساب المجدِ والفخرِ و العُـلى
وما لاكتسابِ العيبِ ـ ويك ـ يُريد


سريـع إلـى فعـل المكـارمِ و الندى
وعـن كُـلِّ فعـلٍ لا يَزِينُ شَـرود


ففـي ذََرْوةِ العـلياءِ دام صُعُــودُه
فَيـَا حَبـَّذَا منـهُ العُـلا و الصُّعُود


أحَـلته فَـوقَ الفَـرْقَديـنِ جُـدُودُه
نَمته إلـى القَـرْمِ الأشَـجِّ جُـدُود


ونُـوقٍ كوَخـدِ الأخْـدَرِيِّ وخيدُها
يُقـرِّبُ ما أمَّتـهُ منـها الـوَخِيـدُ


علـيها حجِـيجٌ عامِـدونَ بحجـهمْ
ولـم يَثْنِهِـم عنـه بِغِيلٍ[4] أسُــودُ


لقـد سَاد في الأرْضـين كُـلَّ مُسَـوَّدٍ
و لا عَجـبٌ مَـن مثـلُه سَيسُـودُ


حميـدٌ إذا ما اشْتـدَ خَطْبٌ على الوَرَى
و عنـدَ اشْتِـدادِ الأزْمِ هُو حَمِيـدُ


يَـزيـدُكَ إيمـانًا إذا مـا لقِيــتَهُ
ومِن ما سِـوى الإيـمانِ ليس يَزيـدُ


شـديدٌ علـى فِعْـلِ المكـارمِ عَزْمُـه
على كـل ذي غَـيٍّ يجورُ شَـديـدُ


شَهِدتُ لـه بالخيـر في كل مَشْهَـدٍ،
فضـائلُـه الغَـرَّا لـذَاكَ شُـهـودُ


لـه هِمَّـةٌ عُليـا تَقـاصرَ دونهــا
نُجومَ الثـريا و السُّهى و السُّعـودُ


مُغيـثٌ تُغيـثُ المعـتفِـين يميــنُه
له هِمَـمٌ قُُصْـوى و رَأْيٌ سـديـد


كـمَ اطعَـمَ وفْـدًا أمَّهُ مَوْهِنًا وكـم
أقـامتْ بـه بعـدَ الوُفـودِ وُفـودُ


وكـم أُعْمِـلَتْ خيـلٌ إليـه تخالُـها
جرادًا بـدا جـردٌ[5] عليـها اللُّبُـود


وكـلِّ أمُـونٍ قـد عـلاها قَتُودُهـا
ذَلــولٌ و عِـيدِيٌّ عـلاهُ قَتــود


عليهــا أُنـاسٌ يبْتَغُـون نـوَالَــه
وعِلْمـا حـواهُ قبـلُ بِيضٌ وسُـود


وكلهـمُ يُـوليـه مـا هُـوَ سائـلٌ
ومـا خابَ مَن للأكـرَمِـين قَصُـود


تـرى النـاسَ أفـواجـًا إليه فمنْهُـمُ
قِيـامٌ حــواليْـهِ و منهـمْ قُعُـود


لِـربِّ الـبرايـا جَلَّ طال ركوعُـه
ـ ومـا ذاكَ إلا دأْبُـه ـ وسُجُـود


****


[1] - العيد بالكسر: ما اعتاد من هم أو مرض.
[2] - جمع عطبول : الفتية الطويلة العنق.
[3] - العِلق : بالكسر النفيس.
[4] - الغيل :الشجر الملتف.
[5] ـ نعت لخيل الواردة في البيت.

ذرفـتْ مـذارِفُـكَ الغـداةَ بمعهـدِ






وقال أيضا في مدحه: بحر الكامل



ذرفـتْ مـذارِفُـكَ الغـداةَ بمعهـدِ
حقفِ العُذَيْبِ بذِي الغضـى فالأنجـُدِ


لعبـتْ بـه هُـوجُ الصَّـبا بذهابِـها
و إيـا بهـا بعـدَ الغمـامِ المـرْعِـدِ


لمـا مـررتُ بـه علـى نهَـْدِ القَطـا
ةِ بذي الغضَاةِ الْـجَرْدَ بِيلِ الاجـرُد


من بعـد ما احْلَولِى به عَصْـرَ الصِّـبا
خمـرُ الصِّبا لي حـولَ معهـدِ خُـرّدِ


من كُلِّ خُرْعُبَةٍ[1] علـى عِلَلِ الكـرى
طَعْـمُ اللَّمَـى منهـا شَبِيهُ الصَّرْخَدِ


ما إن حَكتْها بالضحى شمـسُ الضحـى
حُسنـا بها نيطتْ عُقـودُ زَبَـرْجَـدِ


مـا إن يُـماثِـلُ حُسنَهـا إلا شمــا
ئـلُ ذي المعالي الغرِّ عالـي المقْصَـدِ


قطبُ الرحى, بدر الدجى, بحرُ النـدى,
يَشْـؤُو الجدى منه الجدى للمجتَدِى


شيـخ بـه جـيدُ الـزمـانِ مقلـدٌ
بِقـلائدٍ فـاقـتْ عُقـودَ العَسْجَـدِ


شيـخ بِيُمْناهُ الورى يَـسقى الجـَدَى
ويَسـارُهُ تَسقي التَّوى[2] للمـعْتَـدِي


شيـخ مُعـزٌ جــارَه ومـذلـــلٌ
مَـن جار عـن ديـن الـنبِّي محمَّـدِ


شيـخ ثِِمـالُ الـمُرمِـلاتِ إذا شَتَـا
زَمَـنٌ وذادَ الـجارَ كـلُ مســوّد


شيـخ تقـاصَـرَ عـن عَـلاهُ يافعـًا
نجـمُ النعـائمِ والسُّـهى والْفَـرْقَـدِ


أكرِمْ به من فاضـلٍ شَهْـمِ الـحِجَـا
هَـدَّ الهـوَى أكْـرِم ْ به من مُنجـدِ


أكرم بـه مِـن حـازِمٍ هَـدَّ العِـدَا
يـوم الْـوَغَـى أكرم به مِن أمْـجد


أكـرم به من سالـكٍ سُبـُلَ الْـهُدى
نائـي المدَى أكـرم بـه مِـن جَيِّـدِ


أكرم بـه مِـن وارثٍ خَـيرَ الـوَرَى
حـاوِي العُلـى أكرم به من مُرشـد


أكـرم بـه مِن صِـنْدِدٍ يـومَ الوغَـى
يـوم الوغى أكرمْ بـه مِـن صِنْـدِدِ


أكرم به مِـن مِصْقَـعٍ أحْـيى التُّقـى
أكرِمْ به مِـن ساجـدٍ فـي المسجِـدِ


أكـرم بـه مِن رَائِـعٍ أحْـيَى النـدَى
أكـرم بـه مـن بـاذِلٍ للْمُتْـلَـدِ


أكـرم به مـن بَـارعٍ عَسـفتْ لـه
فِيـحَ الفَـلاَ غُـرُّ الهِجـَانِ مُصَمَّـد


أكـرم به مـن هَـادمٍ رُكْـنَ الهوى
و مُجدِّد ديـنَ النـبـي وَمُـشيِّـدِ


أكـرم به مـن نَائـلٍ شمـسَ الهُـدى
طـابَتْ سريرتُـه كطِـيبِ المحتِــدِ


فـاق الغَـطَارفةَ المشـايـخَ يـافِـعًا
أنَّـى يُقَاسُ الْحَيْـقُطَانُ[3] بـأصْيـدِ


يـاشيـخُ هـذا زائـرٌ لك راجـيـا
أمنـًا مـن الأهـوالِ يـومَ الموعِـدِ


والفـوزَ بالمأمُـولِ فـي هذي الـدُّنى
والغـوصَ فـي بـحر العلومِ المزْبِـدِ


بـالمصطفـى خـيرِ الأنـامِ وآلــهِ
وصِحَـابِهِ أهـلِ النَّـدى والسُّـؤْدَدِ


فعليهـمُ صلـى إله العـرشِ جلْــ
ـلَ جـلا لـه إن أخْتَتِمْ أوْ أبْتَـدِي


*****



[1] - الخرعبة : الشابة اللينة.
[2] - الهلاك.
[3] - طائر يسمى الدراج

أهاجتْك من نعفِ الغُوَّيْرِ منـازلـــهْ


المـدح:

وقال أيضا يمدح الشيخ محمد عبد الحي بن سيد أحمد الصبار المجلسي: بحر الطويل

أهاجتْك من نعفِ الغُوَّيْرِ منـازلـــهْ
عفتها مُربَّاتُ الحَيَـا و هـواطِلُــهْ


وجرَّت بهن الْجِـرْبِيَّـاءُ[1] ذُيـولَــها
فلـم يبـق إلا دِمـنتاهُ ومـاثِلُــهْ


مررتُ بها مـن بعد عصرٍ بـه خَـدَتْ
رِكابُ المْـُنى بِـي كلُّهـا ورواحِلُـهْ


وسـالتْ على الخدَّيْـنِ مِـنيّ عَــبرةٌ
وحُمِّلْـتُ منـهنَّ الـذي أنا حامِلُـهْ


على سابـحٍ ظامِي المفاصِـلِ أجـرَدٍ
مُمَرٍ حثيثِ الرَّكضِ نَهْـدٍ مـراكِلُـهْ


سليـمِ الشَّظا قَيْدِ الأوابِـدِ صـافِـنٍ
شَـأَى الْجُردَ عَزَّتْـهُ[2] يَداهُ وكاهِلُـهْ


وظِلـتُ بها حـيرانَ أنـدُبُ رسمهــا
وما الرسمُ يَدْرِي ما الذي أنا سائِلُـه


ومـا الرسمُ يَـدري مـا جـواب متَيَّمٍ
عَـرَتْهُ لِعـرفَـانِ الـرُّبُوعِ بَـلابِلُـه


فلمـا بـدا لِـي أنهُ لا يُجيـــبُني
سَلَـوْتُ بمدح الْمَازَمِيـعٌ[3] يُـماثِلُـهْ


محمـدُ عبد الحيِّ من قد شَـأَى الجْـَدَا
جَداهُ و مَـن عـمّ الأرامِـلَ نائِلُـهْ


إمامُ الهدَى, محيِي الندى, هـادِمُ العِـدا
مُزيلُ الصَّدى عمَّ الأنـامَ فواضـلُـهْ


فمـا مملِـقٌ ممـن أتـاهُ ومَـن نَــآ
هُ إلا علـى عِـلاتِـه هـوَ كافِلُـهْ


فمـا دَلِهٌ عَيُّ اللسان عـن الـجـوا
بِ غِمْرٌ إذا وافـاهُ خَصْمٌ مجـادِلُـهْ


ولا هَشِـمٌ[4] يوما لـدى الضُّر أعْـزَلٌ
جـبانٌ إذا وافـاهُ قِـرْنٌ مقاتِلُــهْ


كريُم المساعِـي فاضـلٌ مـن أفاضـلٍ
بـه للعـلا شُدَّتْ قديما مراسـلُـهْ


حوى الدَِين و الإحسانَ و الفضلَ والهدَى
مـع العلمِ مُـذْ شَـدَّ الإزارَ أنامِلُـهْ


وشيَّـدَ ديــنَ الـهاشمـيِّ محمــدٍ
ونال بِذَا مِ[5] الفضـلِ ما هُوَ نـائِلُـهْ


وشـادَ التُّقـى فوق السماكَيْنِ و السُّهى
ونال عُلا يَعلو علـى مَـن يُطـاوِلُـهْ


بـه افْتُتِحَت أبوابُ ما سُـدَّ مِن نَـدًى
وبابُ الهوَى والغَـي والشُّـحِّ قافِلُـهْ


علـى خاتـمِ الرسْـلِ الكـرامِ وآلـه
سَلام سَجِيسَ[6] الدهْرِيَسْكُـبُ وابِلُـهْ



******

[1] ـ الرياح
[2] ـ عزته يدا ه وكا هله أي غليت سا ئرأعضا ئه
[3] - أل:موصولية وزميع: أي شجاع.
[4] -أي ضعيف البدن. 
[5] - أي من.
[6] - سجيس الدهر: دوامه.

مـن لامرئ شيـِّّقٍ هِيجَتْ صَبابـتُهُ..


من البحر البسيط


مـن لامرئ شيـِّّقٍ هِيجَتْ صَبابـتُهُ
ما إن أفـاقَ ولـن ترجـى إفاقَتـُه


مـن بعـد بُعد محبيهِ الألى شَحَـطوا
ما إن تُـرَجَّى من الذكرى سَلامتُـه


لـولا هوى آل ليلى ما كَلِفْتُ وما
أودَت بقلـبيَّ إذ بانُـوا صـبابتـُه


نفسـي فداءُ مُحياهـا الذي سَلَـبتْ
قلبـي وقد سَفَّهَتْ حِلمِي وضاءتُه


أيامَ لا أختشي صَـرْمَ الوِصَـال ولا
بينـًًا تَقَطـعُ أحشـائي حـرارتُـه


إذ تستبـيك بِغِربِيـبٍ وذي بَـرَدٍ
مثل المدامـة بـل أشهـى مُدامتُـه


إن يمنعنْك الأسَى طَعمَ المنـام فـلا
تجـزع فيُسْرٌ علـى المولى إزالتـُه


واعْتَمْ لرحلك مَهْـرِيًا إذا نصـبت
غِِبََّ السُّرَضى الأيْنُقُ ازْدَادت نشاطته


رحْبُ الذراعـين مـوارُ اليدينِ لـه
غِبَّّ السُّّرَى سَيْرُمَا تَبْدْوُ اسْتراحتـُه


له على الأيْن سـيْرُ الْيَرْفَئِيِّ إلى الـ
ـأُدْحِـيِّ مُسيـًا تُباريـهِ نَعامَتُـهُ


كيما تزُورَ أغَرَّ الوجـه أحْـوَرَ مـذ
عـامٍ وشهـرين ما حُمَّتْ[1] زِيارتُـهُ


يـرنو بـمكْحُولتيْ ظَبْيٍ أغَنَّ غدتْ
في ناضرِ الرَّوضِ تُزْجِيـه غَزَالتُــهُ


أسـنى من الكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ و جْنتُه
والصحوُ لـم تكُ تحكِيـهِ غَزَالَتُـهُ


مِلْءُ السِّوار أغرُّ الوجْنتـيْنِ كـأنْ
رِيـمٌ من الدُّر مـن تِبْرٍ قِـلادتُـهُ


فـي حُبه لامَنى الخْلُّ الْخَلِـيُّ ولـم
يُنْصِـف ولم تُجْدِ شيئا ما ملامتُـهُ


ولائِـمُ الْحِبِّ في حُبِّ الأحِـبَّةِ لـم
يُوصَفْ بِرِفْقٍ و مـا لِلْحِبَِ طاعَـتُهُ


إنْ لِيـمَ في حُبِّ طه الهاشِمِيِّ فــتًى
مَـن لامَـهُ لم تكنْ تُرْجى عَدَالَـتُهُ


سـلالةُ الغرِّ من فِهْرٍ وغُـرَّتُــها
طـه وقد فاز مَنْ طـه سُـلالَـتُهُ[2]


البدرُ والبحرُ خيُر الرُّسْلِ أصْلُهُــما
فالبـدرُ غُرَّتُـه و البَـحْرُ راحـتُهُ


أجْدى مِن الغيثِ إن أجْدَى وأجْرَأُ مِن
ليْـثٍ بخَفَّان[3] أضَرَّتْـهُ جراءَتُــهُ


يَعـودُ شِبْلَيْنِ فـي ملْـتَفِّ غَيْضَـتِهِ
مَشحُونَـةٌ مِنْ دخِيس ِالنَّحْضِ[4]غابَتُهُ


تخشَى ضوَارِي أُسُودِ الغَابِ صوْلتَـهُ
فاقتْ ضرَاوَةَ ضاريهـا ضـرَاوتُـهُ


إنْ أخّر الجْبُنُ عن حَرْبٍ فـوارِسَـها
تُقَـدِّمُ المصطفـى طـه شجاعتُـهُ


فوارسُ الحربِ مهماشانَ أوْجُهَهَا التْـ
ـتَقْطِيبُ زَانتْ مُحياهُ طـلاقتُـهُ


تَفليقُ هامِ العِدى فيها إذا استَعَـرَتْ
بالمشـرَفِـيِّ و بالهنْـدِي عـادتُـهُ


أعْظِـمْ بجهـلِ أبـي جَهْلٍ وتابِعِـهِ
ومـا إِضَـافةُ تَشريفٍ إضـافتُـهُ


إذْ جاءَ يَقْدُمُ للحربِ الجيَّـادَ ولـم
يُقْـدِمْهُ نحو الـرَّدى إلا جـهالتُـهُ


ومِـنْ شِقاوتِـهِ أنْ سَيْـفُه فُلِـقَتْ
بـه العِياذُ بِـربِّ العَـرْشِ هامتُـهُ


هذا اخْتِصَارٌ لما في الْكُتْبِ جاء وفـي
أخْبـارِهِ الخوضُ لم تُحمَـدْ إطالتُـهُ


مَـن يهدِه الله للإسْـلامِ فازَ ومَـن
لم يهْـدِه لم تَكـنْ تُرجى هِدايـتُهُ


فالكافِرُون ادَّعَـوا ربًا سِواهُ و مَـن
كالكافرِين لقَـدْ جَلتْ ضَـلالتُـهُ


فـما لحـوَّاءَ مـن أبْنـاءِ آدمَ قـد
ألقـتْ إليـه زِمامَ الفَـخرِ سادتُـهُ


وكيْفَ لا وهْوَ خيُر المـرسلين وقَـد
فاقـتْ سيادتَهم طُـرّا سِيـادتُـهُ


سمّـته فِهْــرٌ أمِيـنًا قبـل بَعْثَتِـهِ
لمـا تبـدتْ لهـا مـنهُ أمـانَتُـهُ


الفخـرُ حازتـه عـدنانٌ بـه ولـه
مـن فَخْر عدنانَ لاريبٌ خلاصـتُهُ


عَـلا الأعَاليَّ مِن فِهْـرٍ ولا عَـجَبٌ
نِـهايةُ الـرُّسل إجْـمالا بِدايـتُهُ


مِـن رَائِحِ المزْنِ أجْدَى راحـةً وإذا
ما المزنُ أخلَف لم تُخلِف غَمامتُـهُ


هـو المْعدُّ لأهْـوالِ القِيـامِ غـدًا
وهْوَ الشفيعُ الذي تُرجى شفاعـتُهُ


مـا احْتَاطَ شِعْر بفخرِ الهاشِمي ولـن
تُرجى بمعـشارِه يـومًا إحاطـتُهُ


إنـي و إن كنتُ ممن لم تكـنْ يَـدُهُ
فـي الشعْرِ طُولى ولن تُرجى بلاغتُهُ


لا أتـركنَّ مـديحَ الهاشِمِـيِّ لكـي
أكُونَ ممـن غـدًا تُرجـى سَعادتُـهُ


أعـوذ بالله من أمْرِ امرئ غلَبـتْ
على سَعادتِـه يـومـًا شـقاوتُـهُ


بضـاعـتِي مدحُ طه المصطفى وَحَرٍ
بالرِّبْـحِ من مـدحهُ طـهَ بضاعـتُهُ


خيْرُ الصِّحابِ وأتْقاهـا وأشجَعُـها
تحتَ العَجَـاجِ وأعْـلاها صحابتُـهُ


إني على ذَا الثَّنا أرْجُو الثَّـوابَ ومَن
أثْنى على المصطفـى حتْـمٌ إثابـتُهُ


عليه مـن ربه أزْكـى التَّحِيـةِ مـا
غَنَّتْ سُـحَيْرًا على أيْكٍ حمـامـتُهُ


*****


[1] - أي قدرت.
[2] ـ أي سليله
[3] - مأسدة قرب الكوفة.
[4] - النحض والدخيس: اللحم المكتنز.

هَـلا رَبعْتَ بربـع الخرَّد الــرُّود


وله أيضا: بحر البسيط



هَـلا رَبعْتَ بربـع الخرَّد الــرُّود
رُبـوعَ صَبٍّ رَهيِن الشوقِ مَعمُود[1]


ربع عفاه مُلِثَّ الـَودّقِ منسـكِبٌ
بعـد الأنيـس وأذيالُ المـرَاوِيـدِ


ربع بِسُقْطِ اللِّوىَ كالوحي أرْسُـمُه
عَفتْ منـازِلـُه من كُـلِّ أمْلـُود


رَودٍ رَداحٍ كـأنَ طعـمَ رَيقتـِـهَا
شُهْدٌ مقتلـة بِصِرْفِ قِنـْديــد[2]


لم تَحكِها أم حَشْفٍٍ صِِيدَ شـادِنُـها
في العين و اللَّون و الكشحْين والجيد


من بين لُعْسِ اللمى حورٍ مدامعُهــا
غيـدٍ أمـاليـدَ من غِيدٍ أمـاليـد


حقٌّ علىكل صَبٍ أن يَعـوجَ بــه
بكـل دَوْسَرةٍ[3] قَـودَاءَ قيـْـدود[4]


مَنْ لـِي بِعـيرانةٍ فُُتـْلٍٍٍ مرافُُقهـا
مـا إن تُقـاسُ بها نُجبُ المواخِيـد


تحكي الهزف[5] زَفِيفًا أنْْ تَزِِفَّ ضُحًـى
غِبَّ السُّرى ما حكتها ضُمّرُ القـود


كأنهـا وهـي في الأفلاءِ سَاهِـمَـةٌ
جَأبٌ[6]ٌ أرن علـى أتْـنٍ بيَمْــؤُود


تُدني من البيدِ أقصاها وتَصْمُد بِِــي
طه البشيَر النذِيـرِ خيَر مصمُـود[7]


خَـيْرِ النِبيـينَ مَـن مَا مِن سَجَّيته
عند المـواعيدِ إخـلافُ المواعِـيد


مَـن بابُه للعفـاةِ الدَّهْـرْ منفتـحٌ
ولـيس يومًا عـن الجادِي بمسدود


مـن فيضِ راحتهِ البحرُ الخضَمُّ غَلى
شتانَ ما بينـه والجَـودِ في الـجُود


فـي كفه صارِمٌ يومَ الوَغـى ذَكـرٌ
وليس فـي كِفّ غُمْرٍ ثَمَّ رِعدِيـد[8]


عَضْبٌ[9] لدى السِّلم مَغُمودٌ يُرىَ ويُرىَ
تحتَ العَجَاجِ سَلِيلا غـيَر مغمـود


فَلاّقُ هَـام الكُماة الدَّارعـين بـه
من كل مسْتَلِئْمٍ قَـرْمٍ وَصِنـديـد


إنـي رأيت مـديحا بَيْدَ مـدْحكـمْ
مـدى الزمـانِ كآلٍ لاحَ في البيـد


أحَـقُّ مِن كل ندبٍ نِقْرِسٍ نَـدُسٍ
مدى الزَّمـانِ بمنشـوء ومنشُـود


هَـذَا وفـرِّج عن المكروبِ كُربتـَه
إن ضَـمَّ أشْـلاءَهُ صمُّ الجلاميـد


وفـرجنْهـا غـدَا يوم القَيـّّام إذا
لـم يُلْفَ ثم لبيبٌ غَـيْرَ مـزءُود[10]


صلـى وسلـم مـوْلى الخلق أجمعِه
عليـك والآلِ والصحبِ الأماجِـيد



****


[1] - المعمود والعميد والمعمد كمعظم: من هده العشق.
[2] - الخمر
[3] - الناقة السريعة الضخمة.
[4] - الطويلة.
[5] ـ ذكر النعام
[6] - الجأب: حمار الوحش.
[7] - المصمود : المقصود.
-[8] الجبان الكثير الارتعاد.
[9] - العضب : السيف.
[10] - المزءود: المذعور.

البــينُ بــان العـــزاء بــه..



وله أيضا : بحر المجتث



البــينُ بــان العـــزاء
بــه وطــال البـكـــاء


وزوَّد القـلـبَ شـوقـ،ًـا
يَـضـيقُ عنــه الـفَضَــاء


والصَّــرمُ للِصَّـــبِ دَاءٌ
لـم يـشـفِ مـنـــهُ دواء


بلـهَ الـوِصَـالَ فهَـــذا
مــن كــل داءٍ شـفــاء


وأصبـحَ الـربـعُ قفــرًا
للعِـيـنِ فِـيــهِ طِـــلاء


عفـا العفـاءُ الـرَّوابِــي
منــه وطــال العفـــاء


والنُّـؤْيُ طــالَ انمحــاهُ
والـرسْـم فـيــه انْـمِحَاء


ربـعٌ لليــلى بحُـــزوى
يَعـز فـيــه العــــزاء


ورب عصــرٍ ثـوينـــا
فـيــه وطــاب الثــواء


نلهـو ببيـضِ التَّـراقِــي
كـأنـهــنَّ الـظبــــاء


يَبْسَـمن عـن كـالأقاحـي
أرَبَّ فيــــه السمـــاء


ونـاجـياتٍ يُـرى فـــي
أضــلاعهــن انحنــــاء


تَـخِـبُّ نحــو حنـــين
إذا تــواصــى الحُـــداء


تَـخْدِي بِغُـرٍ لـها مــن
غُـــَّر العُـــلَي أنصِبــاء


لــذيذ نـومـي لـه مـن
شـوقِـي لطــه انتفـــاء


أرجـو لقــاهُ و أرجــو
أن لا يخيــبَ الـرجـــاء


مَـن أمـرُهُ قبـل أكْــدَتْ
عــن فهــمه الأذكـــياء


ومـن إذا اللـيـلُ أدْجــى
بضــوئِــه يسُــتضــاء


لـه اصطـفى الله إنَّ اصــ
ــطفـاه جــل اصطــفاء


لـه إلــى غُـرِّ فِهْــرٍ
غُُرِّ الأنيــم انتـــــماء


دعـا إلـى اللـهِ من لــم
يَبْـلُغـه قبْــلُ دعــــاء


أتـى بمـا ليــس فيـــه
علـى العلــِِّي افــــتراء


تُجـري النـدى مـنه كـفٌ
لهـا الأكــفُّ فـــــداء


كهْـفُ الأيــامـى إذا مـا
قَـلَّّ النـَّـدى والسَّخَـــاء


يُـردي بـمـاضٍ لـه فـي
هَـام العــدِّو مَـضـــاء


لـم يـتـركِ الـقِــرْنَ إلا
تُسيــل منـهُ الـدمـــاء


قــد تـلاشـى بـأدنـى
عطـاء طـه العـطــــاء


بـل لا يــرى نحـو أعْلَـى
عَــدْنـَـانَ إلا العـــلاء


أتـت حـليــمـة طــه
و حبــذا الحُـلـمـــاء


و أرضـعتُــه ومـَــا ذا
للـخـيــر إلا اهتـــداء


والـمرضعـاتُ أبتــــه
للــه ذاكَ الإبـــــــاء


أتـت بــه القـومَ لَــمَّا
عنهــا أبَـى الـرُّضَـعَــاء


ومـا مـن الخـير شــاءت
نـالـت ومـا لا تشــــاء


و درَّ شــاهـا علــى أَنْ
للـقــوم مَـا دَرَّ شـــاء


قـفت رِعَـاهـا وشَـاهَـا
شــاءٌ لـهــمْ ورِعـــاء


لكــي يكــون لشــاء
لهــم وشـاهـا استـــواء


فمــنزلٌ فـيــهِ طــه
و غــيــرهُ لا سَـــواء


فـالأمـر إن كــان للــ
ــه كـان فـيه اعتـِــلاء


فـشبـه طــه تَـبـَـدَّى
أنْ لََـمْ تلِــدهُ الـنســـاء


وحــاصـل الأمـر أنْ مَـا
لآيِ طــه أنـقِـضــــاء


إذا انـقضـت غُـــرُُّ آيٍ
أتـى بِـهَا الأنـبيــــاء


فالصـاعُ لـلألـفِ يكفـي
جَـوْعَـى هــمُ أو ظمـــاء


هـل بعـدَ إفصـاحِ ضَـبِّ
أو الجـمَــادِِ امـتِـــرَاء


فيـما مـن الأمِـر عـنَــهُ
قـد أخْـرسَ الفُُـصَحــــاء


لـه إلـى قََـابِ قـَوْسَيْــ
ـنِ بـالــبراقِ ارتقــــاء


إذ جــازَ سِـتَّ ســمَاوا
تٍ فـوقـهُـن ســـمــاء


مَـراتـبُ المصطـفى مَــا
وَراء هَـــــــــنَّ وراء


تـولَّ أمْــريَّ يـا مَــنْ
ذَلـَّـتْ لَــكَ الأُمَــــراء


ولتقــضِ عنـِّي غِـريـمِي
إذَا أتـَـى الـغُـرُمـــــاء


لِفـضْلِكَ الــجَـمِّ إنّــا
يــا ذا الغِـنَــى فُُـقــراء


أغــرة الـكونِ مَـالـِـي
لمــن سِــواكَ الْتِجََـــاء


كـن لِـي أنيـسًا إذا مــا
علــَّي يعلــى العفــــاء


وَنضَّـدَّ الصََّـخرَ صَحْــبِي
عَلــَّي والأصْــدِقَــــاء


عَليــك أزْكَـى تحـايـَـا
مـَـا إنْ لُـهُــنَّ انْتِهـَــاء

أبـى عذلُ العـواذلِ...


وقال أيضا: بحر الوافر



أبـى عذلُ العـواذلِ أن تُطيعـا
هـواك وأنت كنتَ لـه مطيعـا


ورَدَّتْ في الحِداقِ مَصونُ دَمْـعٍ
يُخالُ الأرجُـوُّان أو النجِيعــا


وبعضُ العَـاذِلاتِ يُسـِرُّ عـذلا
يَظَـلُّ المستَـجَنُ بِـهِ صَريعــا


و لو نجـدُ العَـزاءَ يُـباعُ كـنا
أنـاسًـا لا يــردُّون المبيعــا


تبصـر صـاحِبي أتَرى ربُـوعـًا
عهـدتُ بخيـفِها الحيَّ الجميعـا


ربـوعًـا بالْيُنَيْبِـعِ قـد أقمـنا
بـها الشـهرَ المحرمَّ والـربيعـا


علـى قِيعانها وعلـى الـروابـي
طلـولٌ ما تُـحِسُ بها كتيـعـا[1]


وما أنـس الظعائـنَ يومَ ولـتْ
قطِـيعًا باللُّّـويِّ يَلـي قَطِيعَــا


يعـالجن الرِّمـالَ وكـلُّ حـادٍ
يحيدُ عن أن تَضِل أو أن تَضِيعـا


ولـم تَرْبَـعْ نـوَدِّعُهـا وتأبـى
لِتَـودِيـعِ المـودِّعِ أن تَـريعـا


وإن خـانَ الـودائـعَ حافِظُوها
تجـِدْني لا أخُـونُ لهـا وديعـا


ولـم أرَ مِثلَ يـوْمِ البـين يومـًا
ولا مِثْلِـيّ يـوم البـين رِيعــا


وأيـامُ الصـبابةِ ليـس صَـبٌّ
لأدْنـى مـا تهيِّـجُ مستطيعــا


فسلِّ الهـمَّ عنـك بـذاتِ نَـيٍّ
أمُـونِ السَّـيْر لم تُنْتِـجْ قَريعـا


وليستْ تتقـي وعْـرًا وليسـت
تهـابُ علـى ملالتِـها الملِيعـا[2]


تَـراها إن توسطت المـطايــا
نَطيَّ البـيدِ تَتَّهِـمُ القطيعــا[3]


عسـاهـا أن تُبلِّغَ خَـيْرَ فِهْـرٍ
لكـي تجتـاب وادِيـها المرِيعـا


وتُـبرِئ لوعةً مـن مُستَـجَـنٍ
يُـحَاذِر مَـا يُكَـاتِم أنْ يَذِيعـا


أحِـنُّ إلى كَـدَا و إلى حُنـين
ولا أنْسـَى الحَجُون ولا البقِيعـا


وَطيـْبَةَ إنَّّ طيـبة إنْ أتـَاهــا
نَزِيـع[4] لا يكونُ بِـهَا نَـزيعـا


مـواطـنُ قـد تَوطنهـنَّ طـه
إلـى أن صَار غيهبها صَدِيعَـا


ألا يـَا سيـدَ السـاداتِ سَادتْ
بِـك الساداتُ سَادَتـها جَمِيعـَا


و مـن يجعلْكَ دُونَ ثُغُورِ خَـوْفٍ
قـدَ انْزَلَ نَفْـسَهُ الحِصْنَ المنيعـا


و إذ وَلاّكَ رَبَـكَ كُنـتَ أوْلـَى
وَأرَأفُ مـن يَـرُدُّ أذىً فظيعـا


وأنت الكاشفُ الـلأواءِ مَهـما
تُرى الفُجَّـارُ تَبِتلعُ الضَّـرِيعَـا


وإن يـَأبَ الشَّفـاعةَ إن يُسَلْـهَا
شَفِيع كنـتَ أنْتَ إذًا شفيعــا


ولـو كانَ القريضُ يَفِـي بِأدْنـى
خَصالِكَ صُغْتُ جِيِّدَهُ البَـدِيعَـا


ولكـن لا يفـي بالعُشْـرِ مِنَـها
لوَ اعْمَـلتُ الخفيفَ أوِ السَّريعـا


*****


[1] ـ أي أحد
[2] ـ المفازة التي لا نبات فيها
[3] السوط
[4] -النزيع : الغريب.

دُوَيـنَ الـلاء بِـنَّ بِهِـنَّ بيـدُ...



وله أيضا: بحر الوافر



دُوَيـنَ الـلاء بِـنَّ بِهِـنَّ بيـدُ
تكــادُ بهــا أدِلـتُها تَبِــيدُ


وما ذا البيُن عن أمْـرِي ولـكنْ
مُـريـدُ الأمـر يَفعـلَ ما يُـريد


تنـادَوا للـفِراقِ وليـس عِندي
إذنْ مـن أمـرِهـمْ نَبَأٌ جـديـد


فـزَمـوا كُـلَّ يَعْمَـلةٍ أمُـونٍ
علـى غِرْبانِـها الخـطَرُ العَـقِيدُ


فـما لبِـثوا هُـنالك غـيرَ آنٍ
يَجِـفُّ به عـن الْقُبَـبِ الجلِـيد


فوَلَّوْا مُـسرعـين و للمـطايـا
بأحـدُجِهَـا وأرْحُلِهـا وخِــيد


فحَـال الآلُ دونَهُـم ُوظَــلَّتْ
بناتُ الشَّـوقِ في خَـلَدِي تمـيد


فقـلت وحُـقَّ للعيْنَيْنِ فَيْــضٌ
بِدمْـعٍ شَابَـهُ الـدَّمُ والصَّـديـد


سـأُعْـمِلُ إثْرَهُـن ذَواتِ نَـيٍّ
عنِ اعْمالِ العِـصِيِّ لهـا محيــد


نوازعُ بالـرياضِ العُـذبِ بَـادٍ
على أثْـبَاجِـهِنَّ[1] عفـًا لبــيد


سقى أو طانَهُـن و إن تـناءَتْ
مِن الوسْمِـيِّ منهـمرٌ مديــد


هوَى أوطانِـهِنَّ عليه أضْحـى
هـوى أوطانِ خيـرِ فتًى يـزيـد


فتىً مَلَكَ الـرِّقابَ علـى صِـباهُ
صـنادِيـدُ الملُـوكِ لـه عبــيد


قُريْشُ الحائزُوا الشـرفِ اللآلـي
وأحمـدُ بـين لُـؤْلُئِهِـمْ فَريـد


به بطـلت دِماءُ ولـن يَـدُوهَـا
ذَوُوهـا إذْ هُـو البطـلُ النجِـيد


علـى شُـمِّ الكواهلِ صَافنـَاتٍ
عليها الصِّـيدُ و الأسَـلُ النضـيد


وكـلُّ مُدَجَّـج ذَمِـرٍ[2] سَـوَاءٌ
لديْهِ فـي الوَغـَى أسَـدٌ و سـيد


وتخضـعُ مـن مَهابـتِه أُسـودٌ
بِبِيشِتَها[3] الكـماةُ لها مَصِيــد


وكـمْ جَعَلَـتْهُ بِالَهَيْـجَا مِـجَنًّا
وحِصنـًا دُون مَا تخشاهُ صِيــد[4]


يَكُــف بكـفهِ بأسَ الأعـادِي
وعـن ذَا الدِّينِ سائرُهُمْ طَــريد


إذا عَـدِمَ الإصَابةَ رأيُ فِهْــرٍ
تَفَرَّدَ رَأيُ طــه بها السّـــديد


أجلَّ صِحَابَهُ الأعْلَـيْن عن مَـنْ
سوى أصحابِهِ الْمَلِكُ المـــجيد


أحاوِل أن أَعُدَ خِصَـــالَ طه
وكيف ولن يُعَدَّ لها عـــــديد


ولم يَحْتَطْ بهــن النثرُ طــرًا
ولا قِطَعُ القَــرِيضِ ولا القَـصِيدُ


أيـا خَيْرَ الورى كُـنْ لي أَنِيسًـا
إذا رجع القَــرِيبُ أو البَعِيــدُ


وحُلْ بيني وبين ذوي سُــؤَالِي
من الامْــلاكِ إن صَعِـد الصعيد


*****


[1] - الثبج محركة: ما بين الكاهل إلى الظهر.
[2] - الذمر: بالتحريك الشجاع.
[3] - البيشة : مأسدة.
[4] - الأصيد: الملك