الثلاثاء، 6 مارس 2012

رِباطُـكَ يـومَ البـيِن..




وقال أيضا فيه: بحر الطويل


رِباطُـكَ يـومَ البـيِن كـادَ يَـذُوبُ        ومـا ذاك مِـن أمْـرِ الْمُحِبِّ عجيـب

عجِبْتُ لقلْـبٍ لا يـذوبُ لـذكـرهِ        وعين ٍتصُـونُ الدَّمـعَ وهْـوَ قـريـبُ

لِقلـبيَّ و جــدٌ لا يـريـمُ كأنَّــه       إذا ذُكِـرَ البـين ُالمشــتُِّ لهيــبُ

وتعتـادُهُ عنــد العَشِـيِّ كـآبَــةٌ        لبـين ِ حبيـبٍ مـنهُ هُــو كئِيـبُ

عـرَتْـهُ كُـروبٌ لا تَـريـمُ تَعـودُه         لدى البين ِإذ لِلْبـين ِ تَعْرُوا الكُـروبُ

وللعِـينِ مِـني يـومَ بَــينِ أحِــبَّتي         غُـرُوبٌ و إنْ حانَ الْغُـروبُ غُـرُوبُ

أجِدَّكَ مـا يُجْدِي الْبكَـا و النَّحِيـبُ         إذا بـانَ يـومَ البـين ِعنـكَ حبِيـبُ

لليلـى مَغـانٍ بـالْيُنَبْيِـع غَــيرتْ         رُباها الصَّبـا بعْـد الصِّـبا و الجنُـوبُ

عهِدتُ بها الحيَّ الجميـعَ فـأصبـحتْ          خِلاءَ الـرَّوابـي مـا بهـنَّ عَـريـبُ

وقفتُ بها مِـن بعـدِ ليلـى وتِـرْبِـها        أسَـائِلُهـا عنْهــا وليـس تجيــب

خدَلَّـجَة السـاقَـين ِريَّـانَـةُ الْبُـرى           عَـرُوبٌ ولـن يُلْفـى كَهِـيَّ عَـروبُ

لـها مَبْسَـمٌ ألْمَـى كـأنَّ رُضـابَـهُ          مُشَعْشَــعُ دِنِّ[1]إصْلَــتِيُّ عَــذُوبُ

رقيقُ الثَّنايـا واضـحُ اللَّـوْنِ نَشْـرُهُ        كنَشْرِ الْـخُزامَـى و الْكِبـاءِ شَنـيبُ

ووجْـهٌ يَـذُمُّ البـدرَ ليــلَ تمامِــهِ          و نـحْرٌ لأرْبـابِ العُقـولِ سَلــوبُ

و كفٌ خضيبٌ لا تـرى العـين ُمثلَـه        وما مِثلُه فـي العـين كـفٌ خضِيـبُ

تميـسُ ولأيـاًمـا تميـسُ كـأنهــا        مِـنَ البـانِ ممطـورُ العشِـيِّ قَضيـبُ

لقد راعَ مـنِّي القلْـبَ يـومَ تحمَّلـتْ         و دَمْعِـيَّ جـارٍ للغُــرابِ نَعــيبُ

نَعيبُ غُرابِ البـين داءُ أخِـي الـهوى        و مـا هُــوَ دَاءٌ يَنْفَعَــنْهُ طَبــيبُ

وزمـُّوا لِـوَشْـكِ البين كُـلَّ مُنوَّفٍ        لِغُـولِ الفَـلا بعْـد الـدُّؤوبِ جَؤوبُ

فقلـت ولـم أُمْسِـكْ سَوابِقَ عَـبرتِي        و لـي لَوْعَـةٌ مِـن بَيْنِهِـمْ ونحيـبُ

سأُعْملُ حَـرْفًا خَفْـدُها ووخِيـدُهـا        يُقـربُ أقْصـى البِـيدِ وهِـي نَعوبُ[2]

جُـمالِيـةٌ طلْـقُ اليـدَيـن شملَّــةٌ       يَـجوبُ الفَـلا تهجِيرُها و الـدَّؤُوبُ[3]

وسُـوجُ[4] الضُّحى مَوَّارة الرجلِ جِسرَةٌ         إذا عَــنَّ حَـزَّانٌ لهـا وسُهُــوبُ[5]

علـى إثْـرِ حـيٍّ غَـادَرَتْـنِيَّ ظُعْنُـهُ        غـرِيـبًا ومـن مِثْلـي إذَن لَغَـرِيـب

ومـا لِغـريبٍ قَلَّـلَ الجـدُّ مـالَــه        سوى القْطبِ مَن للمُجْتَـدِينَ وهُـوبُ

حفيـدُ النـبي ِّالهـاشــميِّ محمــدٌ       أخي الفخْرِ عبد ِالحـيِّ وهْـو النجِـيب

وَهُـوبٌ إذا شُهْبُ السنـينَ تـتايَعـتْ       وليْـثٌ إذا يُلقـى العــدوُّ مَهيــب

أديـبٌ لبيـبٌ عَظَّــمَ الله قــدرَهُ         عـن الخلـقِ طُـرًا مـا حكَـاهُ أَدِيبُ

يطيـبُ ببَـذْلِ التَّلْـدِ نَفسًـا وإنــه        ببذلِ طريـفِ الـمالِ نفسـًا يَطيـبُ

فمـا هُـو إلا البحْـرُ جَـاشَ و مَوجُهُ      عطـايَـاهُ أو مُـزنُ العَشـيِّ تَصُـوبُ

مجيبٌ لـداعِي الـخيِر حِـين َدُعـائِـه       و ليـس لِـداعِي الشرِّ هُـو يُجِيـبُ

هو السيِّـدُ المفْضَـالُ قطـبُ زمانِـه       مُـرَبِّـي قُلـوبِ العـالمـين َالحسِيـب

فمـا حـمَلتْ نجـبُ المطـيِّ شَبِيهَـه         ولا حَمَلَـتْ شَروَاهُ ويْـكَ التَّــريبُ

له رَاحةٌ تُـولِـي الْـجزِيـلَ وإنــها        أبَـتْ أن يحـاكِيها الْغمـامُ السَّكُـوب

فمـا سَيــدٌ يُنْحَـى[6] لِكـلِّ ملِمَّـةٍ       سواهُ و يُنْحَى حيـثُ وافَـتْ خُطـوبُ

لـه مـنزلٌ رحْـبُ الفِنـاءِ جَـنابُـهُ       رُحَـابٌ مُعــدٌ لِلْعُفــاةِ رَحِيــبُ

كـريـمٌ لـدى ربِّ الـبريِّـة مُكْـرَمٌ        بَلِيــغٌ علـيمٌ بالعلُــومِ خَطيــبُ

يُرَى مثلَ ليثٍ حـوْلَ "عَثَّـرَ" مُشـبِلٍ       أبِـي لِبْـدَةٍ مهـما تُشَـبُّ حُــروبُ

يَصُـولُ ولم يُـوجَـدْ لعمْـرُكَ صَـائلٌ        وصَـوْلـتُه صُـمَّ الهضَـابِ تُـذِيـبُ

لقـد ذَبَّ عـن دِينِ النِّـزارِيِّ جـدِّهِ       و فـي راحَتَـيْهِ مِخَذَمٌ[7] ور َسُــوبُ[8]

يخَيِــبُ مُــرَجٍّ غـيْرَهُ لِمُلِمَّــةٍ         دَهَتْـهُ و مـن يَـرجُـوهُ ليس يخِيـبُ

له منِزلٌ يعْـلو السِّماكـيْنِ والسُّهـى         ومـن دُونِـه الـجَوزَا، ورَأْيٌ مُصيـبُ

له في العلُىقِـدمًا نصيـبٌ ومـالَـه         من العَيْـبِ بـين َالعـالمـين َنصِيـبُ

إذا عُـدَّ ما يَـحْوي الكثيبُ من الحصَى      تُعَـدُّ سجَـايـاهُ، أَعُـدَّ كَثِيــبُ؟!

فهذا و إنَّا اليـومَ نَرجُـوا لِـحاجِنَـا      قَضَـاءً وأن تُسْقـَى الْغَمَـامَ الجنُـوبُ


*******


[1] ـ وعاء الخمر
[2] ـ أي السريعة
[3] ـ إدمان السير
[4] ـ أي السريعة
[5] ـ الأرض المستوية[6] ـ أي يقصد
[7] ـ المِخذم : السيف القاطع
[8] ـ الرسوب: السيف الذي يرسب في الضريبة أي يبقى