الخميس، 26 يناير 2012

إبدأ بـمدح رســول الله..



وقال أيضا: من البحر البسيط



إبدأ بـمدح رســول الله إبـداءَ
وانْشِدْه و انْشْئُه إنشـاداً وإنْشـاءَ


وقل لمـن أنتَ لاقـيهِ علـيك بمنْ
أثْــنَى عليه إلـهُ العـرْشِ إثْنـاءَ


منِ اصطفاهُ إلهُ الـعالـمين ومَـنْ
أسْـرَى به ليْلةَ الإسْـراء إسْـراءَ


لـتُذريَ الـدمْعَ من عيـنيك جرّاءَ
مـرْأى مَـغانِي الغوانِي الْغُرِّ إذْراء


قـد غـيرتْ آيََـها غُرُّ الغمامِ وقد
أودتْ بـه بعـد ليلـى كلُّ نَكْباَء


ريـّانةِ الـرِّدْفِ و الِحجْلَيْنِ ناعـمةٍ
مِِـلْءِ السِّـوَارِ تَذُمُّ البدرَ غـرَّاء


تفْـترُّ عـن مِثلِ نَور الأقْـحُوَّانِ إذا
جـادتهُ جنبَ الرَّوابِي كُلُّ وطْفَاءَ[1]


تـذمُّ ريقَـتُها بعـد الْكَرى سَحَرًا
ما سِيطَ بالأرْيِ[2] من صافٍ ببطْحاء


جَـيْدَانَةٍ مِـثْلِ بـدرِ التِّمِّ غُرَّتُـها
ما إن تـرى مثلَها في العيِن جَيْداء


إذا اعْـترتْكَ هُـمُومٌ لا مَـرَدَّ لها
تُـزَوِّد الـجَلْدَ فـي السَّراء ضَراء


فَـانْمِ الْقَـتود عـلى وجْناءَ يَعْمَلةٍ
مَـوَّارَةِ الـرجل تشؤو كلَّ وجْناء


تَفْرِي الفلا مَرَحًا بعد الدُّؤوب[3] كما
يَفْـري الفَـلا مستبانُ الشك إفراء


تـهُب غِبَّ السُّرى هبـًا إذا غَشِيَّتْ
داوِيَّـةً بعـد فِـيحِ البِـيدِ بَيْداء


تُـعارِضُ العيـس مُسْيًا و هي جافلةٌ
عَـدْوَ الهزَفِّ[4] رعى التنُّومَ[5] والآء[6]


تقـربَـنَّ نَطِـَّي[7] البيـد هبتُــها
تسيُر مـن بعـد سيِر الليل دَيْداء[8]


كـما يُـقرِّبُ زَوْرُ النُّور أحْـمَدَ ما
تـرجو و لم تلْقَ مما رُمْتَ إرْجَـاء[9]


طـه البشـيرُ النذيـرُ المستضاءُ به
مَن هـو بالـمِلَّةِ الْبـيْضَاءِ قد جاء


الواهبُ الكومَ والجـرْدَ العِـتاقَ إذا
لم يُلفَ في الناس مُعْطٍ سقْبَ كَوْمَاء


أرضٌ بـها سَـارَ لم تـبْرَحْ مُكَرَّمَةً
علـى الأراضي-بإذن الله- خضراء


حصْـباءُ مـكة تزْهو بالـنبي وبـه
من الـمدينة تزْهو كـلُّ حصْـباء


ضـاءتْ نواحِـي بوادِيها وحاضرِها
من ضَوْئه وسوادُ الليـل قد ضَـاء


فـي كفهِ سبَّحَتْ قبلُ الحصَـى وبها
يُـرْوِي بُعيْد الظـما الظامين إرْواء

*****


[1] - وَطَفَ الغيثُ : انهمر.
[2] - العسل.
[3] - دوام السير
[4] - ذكر النعام
[5] - شجر له ثمر
[6] - ثمر شجر.
[7] - النطي :البعيدة.
[8] - ضرب من العدو السريع " لاروس"
[9] ـ أي تأخيرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق