وقال أيضا فيه: بحر الطويل
عفا من سُلَيْمىَ الَخَرْقُ فالحقْفُ فالسَّهلُ
فَـوْهدُ الغضى فالمشرفيـاتُ فالـرمـلُ
وغيّـرها الأرواحُ كــلَّ عشــيةٍ
بُعيـدَ غَـوانِيهـا وغـيرهَـا الوبْـل
يلوحُ كباقيِ الوشْـم والرسْمِ رسْمهـا
تَعَهَّدَها الصِّيرَانُ والأدْم[1]ُ والصُّعْــل[2]
وملَّـتْ بِـها السُّكْـنَى الظباءُ كأنَّـما
بهـا لم تَمِسْ بهنانةٌ مـا لـها شَكْــل
لـها شَنَبٌ كالبدرِِ عـذبٌ رُضَـابـه
حكـى ما أقرتْ في مَعادنَهـا النحـل
كأن مُحيَّاهَا السّجْنَجـلُ[3] في الدُّجـى
يَـذمُ شـذاهـا الشذوَ عَللـهُ التَّتل[4]
ألا بَلْـهَ خـودًا كـالنُّضـَارِ جَبِينُهـا
لأمـدِاح غِطْـرِيـفٍ سَرٍ للثَّنـَا أهـل
هـو القطبُ عبدُ الـحِي بعـدَ محمـدٍ
إمامُ الهدى في الجُودِ لم يَحْكِهِ الطمَـلُ[5]
حسيبٌ سخيٌ مُطْـرهِفٌّ[6] مَصَـلَّّلٌ[7]
سَـرِيٌ كميٌ ماجـدٌ مـالـه عَـدْل[8]
تَسَـامَى على نجـمِ الفراقدِ والسّهَـى
لنيلِ العُلا و الـمجدِ حقًا وهُوْ وَعْـل[9]
فَـتى صَنَـعَ المعروفَ من حينِ نشـإهِ
وشيَّـدَ رُكـنَ الدينِ وهْـو إذًا طِفـل
خِضَـمٌّ أرِيـبٌ لـوْذَعِـيٌ سَمَـيْذَعٌ
غيـاثُ الـورى ممشَـاهُ ينبتُـه البقـل
كـريمٌ أخـو فخـرٍ و مجـدٍ وسُـؤددٍ
تَـدَاولَهُ الإحسانُ والجـودُ و الفضـل
فلم تحكِِـهِ الفِـرْسانُ في الحربِ كُلُّهَـا
ولم يحكِـهِ ليثٌ لـه بِالشَّـرَى شِبـل
يميـنًا بِـأشبـاهِ القِـدِاح لَــوَاغِبٍ
تَجوبُ الفيافِي قـد أضرَّ بهَا النَّجْـل[10]
لقد فَاق تَسكـابَ الغمَـائـمِ سَيبُـه
فلله منـه الجـودُ والمجـدُ و البــذْل
أطـالَ إلـهُ العـرشِ جـلَّ حَيـاتَـه
بجاهِ الرسول اللَّذْ بِـهِ خُتِـمَ الـرَّسـل
عليـهِ صـلاة فـي ابتـداءٍ و مختْـمٍ
وآلٍ وصـحبٍ, والسَّـلامُ لهـا يتلـو
******
[1] ـ مشربات البياض من الظباء
[2] ُـ الصُّعلُ جمعُ صَعْلٍ وهودقيق الرأس والعنق من النعام "ق"
[3] - المرآة
[4] ـ نوع من الطيب
[5] - أي الخلق طرا
[6] ـ المطرهف الحسن التام من الرجال.
[7] ـ المصلل الكريم الحسب الخالص النسب
[8] - أي مساوٍ
[9] ـ أي شريف
[10] ـ أي السير الشديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق