السبت، 28 يناير 2012

أقطـبَ الرحى



وقال أيضا: بحر الطويل



أقطـبَ الرحى من أنْفَسَ الحيَّ جُـودُه       ومَـن بـذلـه ما إن يُعَـدَّ عـديـده

بكم فرحت أحرار ذا الخلـق مثل مـا       بكـم فـرحت من بعد حزنٍ عبيـده

فغـربـيُّ هـذي البـير لمـا أتيتــمُ        أنـافَ علـى الأرض و اخضرَّ عُـوده

مكـانٌ بـه ذِكـرُ المهيـمن دائــمٌ        و فيـه لعمـري لـم تُعَـدَّ حُــدوده

بـه الفـخرُ و المجـدُ المؤثَّـل خيَّـما       بقطـبٍ لــربِّ العـالمـينَ سُجـوده

ودارسَ علـمِ الشَّـرع جَـدَّدَ يَـالَـهُ       ولِيـدًا ومنـهُ اليُمـن لاحت شُهـوده

إضَاضُ الأيَامى مُشْبِهُ الغَـيْثِ في النَّدى       لـدى الـمَحْلِ قـد فَاقَ الثريا صعودُه

تحلَّـى بأسـنى المكـرُمَاتِ و قُلِّـدَتْ       بعُقْيَـانِهَـا آبــاؤُه و جـــدوده

أيـا عِـزَّهُ عَـنْ خَيبَـةِ الملْتجِـي بِـه        إذا حُـمَّ أمـرٌ شـابَ مـنه وليــده

فتـىً مَجْدُهُ المجـدُ التليـدُ، وغــيرُه         طـريفٌ و مـا يُعْطَـى العُفَـاةُ تلِيـدُه

ومُـرْمِلَـةٍ أضْحَـى لَـديـهِ حَليُّهـا       فَـريـدًا، وإنَّّ العَصـرَ هـو فـريـدُه

وَهُـوبٌ عـلى عِـلاتِـه لعُفَـاتِــه       وعـمَّ الأدانـي و الأقـاصـيَّ جـوده

وعـوَّد بـذل الـمال للنـاس نفسَـه        و مـا عُـوِّدت نفـسُ الفَـتى تستعيده

فـلا حقـدَ فـيه لا ولا حَسَـدٌ وقـد       تسـاوى لـديـه حِـبُّه و حَســوده

وقد عـمَّ هـذا الخـلقَ فَيـضُ يمينِـه        سَـواء لـديــه شَهْمُـه و بَلِيــدُه

أيـا أيهـا الشيـخ الـمربِّـي بسـرِّه         قلوبَ الورى مَـن لا يخيـب مُريـدُه

أتينـاك زوَّارا لإصـلاح شــأنِنــا        وتَيْسِـيرِ أمْـرٍ فـي الـزمـانِ نُـريده

خصالك عن إحصائهـا الشعـرُ كُلُّـه       يَضِيـقُ و عنـه اليـومَ كَـلَّ مُجِيـدُه

صـلاة وتسليم علـى القمَـر الـذي        بـه شَـرُفَتْ فِهْـرٌ و أنـتَ حَفِيـدُه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق