الخميس، 26 يناير 2012

هـذا اللُّـويُّ وإن لم يعدُكَ الحزَنُ


وله أيضا: بحر البسيط






هـذا اللُّـويُّ وإن لم يعدُكَ الحزَنُ
جنبَ اللُّـويِّ فما ذا ينفَعُ الْوَطَـنُ




وبـالنُّقَيَّيْنِ مَغنى ًكالوُحِيِّ غـدا
للجِرْبِيَا[1] والصَّـبا فـي آيه سَـنَنُ




لـم يُبْقِ منهن صَيْفِيُّ الرياح سوى
أثفـيةٍ بعـضها بالبـعض مُقتـرِن




أو أرمِدَات[2] ككُحلِ العينِ هامدةٍ
في ضِمْنِ مستوقَدٍ أوْدى به الزَّمَـن




لـولا تـذَكُّرُ أيامٍ مضَـيْن بـه
ما ابتلَّ من بعدِ صوْنِ الأدْمُعِ الذَّقن




ومـا صَبَوْتُ وما كادت تهُيجُني
أن قد وقفتُ بها رَأْدَ الضحى دِمَـن




لكـنْ تـذكرُ أيامِ الصَّفاء حَـرٍ
بأن يُسَبِّبَ عنه الشـوقُ والـحَزَن




ومن دَوا ذَيْنِ مَدْحُ المصطفى ولـه
لم يُطرِ في مدْحِهِ ذو الْعِيِّ واللَّـسِِنُ




ذُؤابـةُ الْغُر من عدنانَ خيِر فـتًى
لاقى العِدى في يديْه السيفُ والقَرَنُ[3]




وقـد أباح حَريَم المعتدِي وأبـى
أن يُعْبَـدَ الصَّنم المعـبودُ والوثـن




ولـن يُحيطَ بما أسْداهُ من مِـنَنٍ
إلا الـذي مَن لَدُنْهُ سِيـقَتِ الْمِنَن




هلْ للحصى محصٍ أم للموجِ مُزْبِدَةً
منـه الغواربُ تَسْعى بينها السُّـفن




لم تُبْقِ قولا لِذي شِعْرِ على خُلُـقٍ
ولم يَـرُمْ منه إحصـاء العُلي فَطِـن




*****




-[1] رياح الشمأل أو الريح بين الجنوب والصبا.
[2] - ارمدَّّّّّّّّّّّ ارْمِدَادًا الشيءُ صار بلون الرماد.
[3] - الرمح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق