الخميس، 26 يناير 2012

مَـرْأىَ الـرُّبوع


وله أيضا فيه بحر الكامل



مَـرْأىَ الـرُّبوع بقـاعـةِ الوعْسَـاءِ
أجْـرَى الـدُّمـوعَ مَشوبـةً بِدِمَـاء


سَلبتْ حُـلاها هَيْـدَباتُ[1] المشتَـرِي
والفـرقـدَيـنِ و أنجـمُ الـجـوزاء


لمـا خَلَـتْ مِـنْ كـلِّ غـانيـةٍ لهَـا
جِيـدٌ كجِيـدِ جِـدَايـةٍ جَيْـــدَاء


تَفتَـرُّ عـن كَـالأ قحُـوانِ مُنظَّــمٍ
أقْـوَى لَـدى يَـبرْين غِبَّ سمــاء[2]


إن تُـمسِ خَاليةَ الرُّبـَى قسمـًا لكـمْ
عُمِـرَتْ رُبَـاكِ, أأرْبُـعَ الوعســاء


بمفَنَّقَـات[3] كـالْبـُدُورِ نَـواعِــمٍ
وَغَـطِارفٍ كَـالأَسْـدِ في الهَيْجَــاء


وَرِثـُوا المكَـارِمَ مِـن أكَـارِ مَ جِلَّـةٍ
شُـمِّ الأنُـوفِ غَطـارِفٍ نُجبــاء


أيـامَ إذ خِـدْنِـي بهـا ومُسَـامِـرِي
ـ يَـاخـلُّ ـ كُلُّ أغَرَّ مـن قُربائـي


طَـوْرًا نميـلُ إلـى الحِسـَانِ وَتَـارَةً
لِرقِيـقِ شِعْـرِ العُـرْبِ و الأدَبـَـاء


و إلـى الذِي يُرْوىَ عن الهَمْـزِيِّ فِـي
مَـنْ خَصـهُ مَــولاهُ بـالإسْــراء


جـدِّ الممجَـدِ ذِي الجَدا مَن جُـوُدهُ
يُــزْرِي بكُـلِّ غَمَـامَـة وطْفَــاء


مَـن كَفُّـهُ فـي الحربِ كفٌ للعِـدَى
ولـدى النَّـدى أجْدىَ مِن الدَّأْمَـاء[4]


أسْـنى وَ أكرمُ مَـن عَـلا في جَحْفَـل
جَـوْنـًا مَـرِاكلُـه مِـن التَّعْــداء


بـدرٌ كـَهُ جُنـْحَ الظَّـلامِ مُمَجَّـدٌ
شَهْـمُ الحِـجَـا ذُو عفِّـةٍ و بَهــاء


وَشَـجاعـةٍ وظَـرافـةٍ و فَطَـانَــةٍ
وسـماحــةٍ ونَظَـافـةٍ وسخــاءِ


وَرزانـةٍ وفصـاحـةٍ و بـَـلاغَــةٍ
وقـناعَــةٍ ونـجَابــةٍ وذكــاءِ


هـذا و إنَّ خِصَـالَكـمْ أنِفَتْ عَلـى
عـدَدِ الحَصَـى عـدّا مِـنَ الأنقـاء


أنَّـى يُرَى مُحصٍ عديد حَصَى النَّقـَى
أبَـدَ الـزَّمـَانِ, يُعـَدُّ في الشُّعَـراء؟!


يـاخير من وَطِـئَ التَّريبَ وَخَيْر مـن
رَكَضَ العِتَاقَ النُّجْـبَ فـي الأفْـلاء


صلـى وسلم ذو الكمالِ على الرِّضـَى
وَصِحـابِــهِ فـي البـدْءِ و الإنهـاء


*****


[1] - الهيدب :السحاب المتدلي.
[2] - المطر.
[3] - المنعمات.
[4] ـ أي البحر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق