الخميس، 26 يناير 2012

البــينُ بــان العـــزاء بــه..



وله أيضا : بحر المجتث



البــينُ بــان العـــزاء
بــه وطــال البـكـــاء


وزوَّد القـلـبَ شـوقـ،ًـا
يَـضـيقُ عنــه الـفَضَــاء


والصَّــرمُ للِصَّـــبِ دَاءٌ
لـم يـشـفِ مـنـــهُ دواء


بلـهَ الـوِصَـالَ فهَـــذا
مــن كــل داءٍ شـفــاء


وأصبـحَ الـربـعُ قفــرًا
للعِـيـنِ فِـيــهِ طِـــلاء


عفـا العفـاءُ الـرَّوابِــي
منــه وطــال العفـــاء


والنُّـؤْيُ طــالَ انمحــاهُ
والـرسْـم فـيــه انْـمِحَاء


ربـعٌ لليــلى بحُـــزوى
يَعـز فـيــه العــــزاء


ورب عصــرٍ ثـوينـــا
فـيــه وطــاب الثــواء


نلهـو ببيـضِ التَّـراقِــي
كـأنـهــنَّ الـظبــــاء


يَبْسَـمن عـن كـالأقاحـي
أرَبَّ فيــــه السمـــاء


ونـاجـياتٍ يُـرى فـــي
أضــلاعهــن انحنــــاء


تَـخِـبُّ نحــو حنـــين
إذا تــواصــى الحُـــداء


تَـخْدِي بِغُـرٍ لـها مــن
غُـــَّر العُـــلَي أنصِبــاء


لــذيذ نـومـي لـه مـن
شـوقِـي لطــه انتفـــاء


أرجـو لقــاهُ و أرجــو
أن لا يخيــبَ الـرجـــاء


مَـن أمـرُهُ قبـل أكْــدَتْ
عــن فهــمه الأذكـــياء


ومـن إذا اللـيـلُ أدْجــى
بضــوئِــه يسُــتضــاء


لـه اصطـفى الله إنَّ اصــ
ــطفـاه جــل اصطــفاء


لـه إلــى غُـرِّ فِهْــرٍ
غُُرِّ الأنيــم انتـــــماء


دعـا إلـى اللـهِ من لــم
يَبْـلُغـه قبْــلُ دعــــاء


أتـى بمـا ليــس فيـــه
علـى العلــِِّي افــــتراء


تُجـري النـدى مـنه كـفٌ
لهـا الأكــفُّ فـــــداء


كهْـفُ الأيــامـى إذا مـا
قَـلَّّ النـَّـدى والسَّخَـــاء


يُـردي بـمـاضٍ لـه فـي
هَـام العــدِّو مَـضـــاء


لـم يـتـركِ الـقِــرْنَ إلا
تُسيــل منـهُ الـدمـــاء


قــد تـلاشـى بـأدنـى
عطـاء طـه العـطــــاء


بـل لا يــرى نحـو أعْلَـى
عَــدْنـَـانَ إلا العـــلاء


أتـت حـليــمـة طــه
و حبــذا الحُـلـمـــاء


و أرضـعتُــه ومـَــا ذا
للـخـيــر إلا اهتـــداء


والـمرضعـاتُ أبتــــه
للــه ذاكَ الإبـــــــاء


أتـت بــه القـومَ لَــمَّا
عنهــا أبَـى الـرُّضَـعَــاء


ومـا مـن الخـير شــاءت
نـالـت ومـا لا تشــــاء


و درَّ شــاهـا علــى أَنْ
للـقــوم مَـا دَرَّ شـــاء


قـفت رِعَـاهـا وشَـاهَـا
شــاءٌ لـهــمْ ورِعـــاء


لكــي يكــون لشــاء
لهــم وشـاهـا استـــواء


فمــنزلٌ فـيــهِ طــه
و غــيــرهُ لا سَـــواء


فـالأمـر إن كــان للــ
ــه كـان فـيه اعتـِــلاء


فـشبـه طــه تَـبـَـدَّى
أنْ لََـمْ تلِــدهُ الـنســـاء


وحــاصـل الأمـر أنْ مَـا
لآيِ طــه أنـقِـضــــاء


إذا انـقضـت غُـــرُُّ آيٍ
أتـى بِـهَا الأنـبيــــاء


فالصـاعُ لـلألـفِ يكفـي
جَـوْعَـى هــمُ أو ظمـــاء


هـل بعـدَ إفصـاحِ ضَـبِّ
أو الجـمَــادِِ امـتِـــرَاء


فيـما مـن الأمِـر عـنَــهُ
قـد أخْـرسَ الفُُـصَحــــاء


لـه إلـى قََـابِ قـَوْسَيْــ
ـنِ بـالــبراقِ ارتقــــاء


إذ جــازَ سِـتَّ ســمَاوا
تٍ فـوقـهُـن ســـمــاء


مَـراتـبُ المصطـفى مَــا
وَراء هَـــــــــنَّ وراء


تـولَّ أمْــريَّ يـا مَــنْ
ذَلـَّـتْ لَــكَ الأُمَــــراء


ولتقــضِ عنـِّي غِـريـمِي
إذَا أتـَـى الـغُـرُمـــــاء


لِفـضْلِكَ الــجَـمِّ إنّــا
يــا ذا الغِـنَــى فُُـقــراء


أغــرة الـكونِ مَـالـِـي
لمــن سِــواكَ الْتِجََـــاء


كـن لِـي أنيـسًا إذا مــا
علــَّي يعلــى العفــــاء


وَنضَّـدَّ الصََّـخرَ صَحْــبِي
عَلــَّي والأصْــدِقَــــاء


عَليــك أزْكَـى تحـايـَـا
مـَـا إنْ لُـهُــنَّ انْتِهـَــاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق