الخميس، 26 يناير 2012

دُوَيـنَ الـلاء بِـنَّ بِهِـنَّ بيـدُ...



وله أيضا: بحر الوافر



دُوَيـنَ الـلاء بِـنَّ بِهِـنَّ بيـدُ
تكــادُ بهــا أدِلـتُها تَبِــيدُ


وما ذا البيُن عن أمْـرِي ولـكنْ
مُـريـدُ الأمـر يَفعـلَ ما يُـريد


تنـادَوا للـفِراقِ وليـس عِندي
إذنْ مـن أمـرِهـمْ نَبَأٌ جـديـد


فـزَمـوا كُـلَّ يَعْمَـلةٍ أمُـونٍ
علـى غِرْبانِـها الخـطَرُ العَـقِيدُ


فـما لبِـثوا هُـنالك غـيرَ آنٍ
يَجِـفُّ به عـن الْقُبَـبِ الجلِـيد


فوَلَّوْا مُـسرعـين و للمـطايـا
بأحـدُجِهَـا وأرْحُلِهـا وخِــيد


فحَـال الآلُ دونَهُـم ُوظَــلَّتْ
بناتُ الشَّـوقِ في خَـلَدِي تمـيد


فقـلت وحُـقَّ للعيْنَيْنِ فَيْــضٌ
بِدمْـعٍ شَابَـهُ الـدَّمُ والصَّـديـد


سـأُعْـمِلُ إثْرَهُـن ذَواتِ نَـيٍّ
عنِ اعْمالِ العِـصِيِّ لهـا محيــد


نوازعُ بالـرياضِ العُـذبِ بَـادٍ
على أثْـبَاجِـهِنَّ[1] عفـًا لبــيد


سقى أو طانَهُـن و إن تـناءَتْ
مِن الوسْمِـيِّ منهـمرٌ مديــد


هوَى أوطانِـهِنَّ عليه أضْحـى
هـوى أوطانِ خيـرِ فتًى يـزيـد


فتىً مَلَكَ الـرِّقابَ علـى صِـباهُ
صـنادِيـدُ الملُـوكِ لـه عبــيد


قُريْشُ الحائزُوا الشـرفِ اللآلـي
وأحمـدُ بـين لُـؤْلُئِهِـمْ فَريـد


به بطـلت دِماءُ ولـن يَـدُوهَـا
ذَوُوهـا إذْ هُـو البطـلُ النجِـيد


علـى شُـمِّ الكواهلِ صَافنـَاتٍ
عليها الصِّـيدُ و الأسَـلُ النضـيد


وكـلُّ مُدَجَّـج ذَمِـرٍ[2] سَـوَاءٌ
لديْهِ فـي الوَغـَى أسَـدٌ و سـيد


وتخضـعُ مـن مَهابـتِه أُسـودٌ
بِبِيشِتَها[3] الكـماةُ لها مَصِيــد


وكـمْ جَعَلَـتْهُ بِالَهَيْـجَا مِـجَنًّا
وحِصنـًا دُون مَا تخشاهُ صِيــد[4]


يَكُــف بكـفهِ بأسَ الأعـادِي
وعـن ذَا الدِّينِ سائرُهُمْ طَــريد


إذا عَـدِمَ الإصَابةَ رأيُ فِهْــرٍ
تَفَرَّدَ رَأيُ طــه بها السّـــديد


أجلَّ صِحَابَهُ الأعْلَـيْن عن مَـنْ
سوى أصحابِهِ الْمَلِكُ المـــجيد


أحاوِل أن أَعُدَ خِصَـــالَ طه
وكيف ولن يُعَدَّ لها عـــــديد


ولم يَحْتَطْ بهــن النثرُ طــرًا
ولا قِطَعُ القَــرِيضِ ولا القَـصِيدُ


أيـا خَيْرَ الورى كُـنْ لي أَنِيسًـا
إذا رجع القَــرِيبُ أو البَعِيــدُ


وحُلْ بيني وبين ذوي سُــؤَالِي
من الامْــلاكِ إن صَعِـد الصعيد


*****


[1] - الثبج محركة: ما بين الكاهل إلى الظهر.
[2] - الذمر: بالتحريك الشجاع.
[3] - البيشة : مأسدة.
[4] - الأصيد: الملك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق