الجمعة، 27 يناير 2012

رفقـا بذي و له





وله أيضا فيه:



رفقـا بذي و له هاجتْ لـه الـدِّمـنُ
أحـزُانـهُ ذِيدَ[1] عـنْ أجفانِه الوَسَـنُ


صَـبٌّ مَشَـوق لِتَـذكارِ الأحبَّـةِ مـا
إن يَسْتـَفِيقَ و لـم يَـبرحْ له شَجَـن


شَـاقَتهُ أطلالُ جَنْبِ الرِّيعتـينْ ضُحَـَى
و الصبُّ مَن شَاقَه الأطْـلالُ و الدِّمـن


أمسـت خَـلاءً و لا حَـيٌّ بِسَاحِتَـها
إلا الْحَمَامُ و إلا شِبهُــهُ الأنَــنُ[2]


عَهْـدِي بَلَيلْى وَتـرْبَيها بِهَـا فَغـدتْ
مَأْتـى الأتـِيّ،ِ لأطلاءِ الظِّّّبـَا سَـكنُ


تميـسُ بـينُ لـدَاتٍ كالبُـدورِ لـهَا
مُسْـيًا كما مَاسَ مِن فَـوْقِ الرُّبى فَنَـنُ


فَيْنَـانَةٌ كَمَـــهَاةِ الرمْـل نَاعِمَـةٌ
رَيُّ الـبُرى لَـيسَ في أرْدَانهَـا دَرَنُ


كالْبـَدْرِ نُـورًا ونَـوْرَ الأقْحُوَانِ حَكَى
منـها العَوَارِضَ حُسْنًا خَدُّهَا حَسَـنُ


بَـانَـتْ ومنِ بَينْها قد مَسَّـني حَـزَنُ
وَالـدمعُ في الخدِ من وَ جْـدٍ له سَنَـنُ


لـم أصْبُ يوَمًا لِظُعْنِ قَبل أنْ عَرَضَـتْ
غُـدَيّةَ الْبينِ بالنجْـدَيَـنِ لِـي ظُعُـنُ


سَـوائٌر طَـالَمَـا طَـالَ المسـيرُ بهـَا
بِـالأميليْن ضحَى تخدِي بهَا الأمُـنُ[3]


كـأنّـهَا إذ بَـدَتْ نَـخْلٌ مُـوسِـقَةٌ
مِن نَخْـلِ يَثْرِبَ يومَ البينِ أو سُفُـنُ


أقـول إذ جـد في السير المطـي بهـا
مـن كل وَهْمٍ وحرف مـا بها عـرن[4]


سَـأعْمِلَنْ كُلَّ حَـرفٍ جَدُّهـَا شَدنٌ[5]
فِـي إثْـرهَـا أوْ ذَفـرٍ جَدُّهُ شَـدنُ


فَـابْتَلّ مِـن وله دَمعـِي ومن شَغَـفٍ
بـالظعنِ و ابتلَّ منْ تَهمـالِـهِ الذَّقـن


قـالتْ أميمةُ مَـاللدمـعِ منكَ هَمـَى
فـوقَ التَّراقِي لِتذكاَرِ الألَـى ظَعَنـُوا


أمـا عَهَـدَّتُـكَ جَلْـدًا لا يُنهَنْهــهُ
طَعـنُ الفَوارسِ في الهيْجاءِ إن طعنـُوا


فقـلتُ يَاذِي أقِلِّي اللَّومَ مَا بِـرِحْـتَ
تَعْتـادُنـِي زَفَراتُ القلـبِ و الـحَزَنُ


بالقلبِ إذْ ظعنوا يـومَ النـَّّوى ظَعنـوا
وحَيْثُمَـا سَكنـُوا بالقلبِ قد سَكنـوا


قـالتْ ولم تَدْرِ ما بالقلب: وَيْكَ أمَـا
يُسْـليكَ عَن ذِكرهَّنِ الماجِـدُ الفَطِـن


فَـقُلتْ و الدمعُ مثل الأرْجُـوَّانِ عَلـى
خَدَيًّ وَجْدًا ألا يَـا مَـا أمُيَـمُ مَـن[6]


قالتْ هو الشيخُ بدرُ الدينِ مَنْ شِهدتْ
بالُجُودِ منه الأيَـادِي الغُـرُّ و المنـن


محمـدٌ عـابـدُ الحَـيِّ الأبِـــيُّ إذا
ما سِيمَ بالضْْيمِ مَأَوَى الضَيْفِ و الضَّنَنُ[7]


مـن حَازَ غُرَّ العُلَى و المكرُمَاتِ وَ مـن
بمثلـهِ ضنَّـتِ الأيَّـامُ والــزَّّمــن


مَنَ سَيبهُ مَـا حَكَـاهُ الْمَوجُُ وَيكَ و ما
حَكـاهُ وَ يْكَ نَـدىً العَـارِضُ الهَـتنُ


هُوُ المُغيثُ إذا مـا الغيـثُ أخلفـنـَا
والمسُتَـغِيثُ بهِ فـي الأزْمُنِ الزَّمِـن[8]


هُـو المـلاذُ إذا مـا أزمـةٌ أزمَــتْ
يَضيقُ يومًا بها مِـن هَـوْلِـها العَطَـن


أوصـافهُ لن تراهـا العينُ فـي بَشَـرٍ
ومِثلُـهُ ويْـكَ لـم تَسْمَـعْ بِـهِ أُذُنُ


شيـخ ذِهِ السُّـنةُ البيضـاءُ مِلــتهُ
يَـذُودُ عنها العِدَا في كَفِّّـهِ قَـرَن[9]


مـا صـدَّهُ جُبنُ عن أن يَكـونَ فـتىَ
حَرْب لدى الحربِ بل ما دأبُهُ الجُـبُـن


كـم هـدَّ لِلغيِّ مـن حِصْنِ ومن فَدَنٍ
مشيَّـدٍ مـا كَـهُ حِصْـنٌ ولا فَـدَن


وكـم أَبـَاحَ حَـرِيـمًا لاحـريمَ يُرىَ
شَـرْوَاهُ[10] في راحتيهِ السَّيفُ و القَـرَنْ[11]


بـه المكارمُ تَحيـْـىَ والنَّـدى وبـه
تَحيىَ المعالِي ويحْـيىَ الفْرضُ والسُّنـَنَ


لا عيـبَ فيه سوى بَـذْلِ الهجَـانِ ولا
فـي قَلْْـبهِ للـوْرَى يَاللورى إحَـن[12]


يَـا آلَ أحْمَدَ لا حلَّـتْ بسـاحتكُـمْ
يـومًـا رَزَايا و لا حَلَّّتْ بكـمْ فِـتنِ


الله فضَّـلكُـمْ قـِـدمـا لأنكُــمُ
مِن مـَنْ عَلـى ذُرْوةِ العلياءِ قد عَدَنُوا


إنـِي أمُتُّ[13] إلـى الْـمَولى ِبحبكُـمُ
وحِبكُـمْ بالْـمُنى بَـينَ الورى قَمِـنُ



*******

[1] ـ أي طرد
[2] ـ كصُرَدٍ طائر يشبه النعام
[3] ـ جمع أمون
[4] ـ داء يصيب الدابة في آخر رجلها.
[5] - فحل معروف.
[6] - من هو
[7] ـ الشجاع
[8] - أي الفقير.
[9] ـ أي السيف
[10] ـ أي مثله.
[11] ـ أي الرمح.
[12] ـ جمع إحنة وهي الحقد.
[13] - أتوسل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق